الشعارات الانتخابية (3) - "كنّا ورح نبقى" برنامج باختلافات جدلية بين حلفاء

يبرز مصطلح الدولة المدنية كمحور أساسيّ أكّدت عليه قوى عدّة سياسية في خوضها الاستحقاق النيابي في أيار 2022. وقد اختار "التيار الوطني الحرّ" عبارة "نحو الدولة المدنية، خارطة طريق لإنقاذ الجمهورية"، عنواناً على الصفحة الأولى للبرنامج الانتخابي المتضمّن أربعة أقسام. ويبني مقاربته "ككلّ مترابط ومتكامل ومتلازم"، بما يعني انتفاء الصيغة إذا ألغيت إحدى نقاطها. وكان وضع إطاراً تضمّن تصاميم ورش للتشاور خلال مؤتمر انعقد قبل أسابيع من الموعد الانتخابي. وتشير المعطيات إلى أنه يعتزم تقديم مشاريع قوانين مقبلة والدعوة إلى نقاش فكرته. ولا يبدو الشعار بعيداً في التسمية عن الطرح الذي تبنّته حركة "أمل" على منبر مهرجانها الانتخابي أيضاً. فهل يعني ذلك إمكان تسهيل بلوغ المقترح المذكور وجهة التطبيق؟ في تفاصيل أساسية، هما "طرحان متوازيان لا يلتقيان"، بحسب ما تشير الأجواء المواكبة لناحية بعض البنود التي تفرّق بين التكتلين النيابيّين. وينطلق طرح "التيار الحرّ" من تأكيد ضرورة قيام لامركزية إدارية ومالية موسّعة، مع الإشارة إلى غياب جدوى للامركزية الإدارية من دون المالية. وفي الموازاة، ترفض كتل متنوّعة على رأسها "التنمية والتحرير" اللامركزية المالية، ولا يبدو أن ثمة استعداداً للموافقة عليها بل الاكتفاء بشقّها الإداري.وتنصّ مقاربة "التيّار" على التفكير باقتراح انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب وإقرار نظام جديد لمجلس النواب ونظام داخلي...