الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

زمن خلع الأبواب المقفلة

المصدر: النهار
داود الصايغ
داود الصايغ
Bookmark
صور اعتقال وليام نون لنبيل اسماعيل.
صور اعتقال وليام نون لنبيل اسماعيل.
A+ A-
كانت السنة بدهر. الرابع من آب لم يُحفر في الصخور لأنّه يوم ذلّ، قبل أن يكون يوم موتٍ ودمار. يوم ذلّ للبنان وعارٌ أمام العالم كلّه الذي أشار بأصابعه دون استـثـناء إلى مسؤولية المسؤولين، والذي كان قد دعا، ابتداءً من نيسان ٢٠١٨ في المؤتمر الدولي بباريس إلى وجوب الإصلاح كشرطٍ أساسي للمساعدة ثم قامت الثورة بعد سنة من ذلك. ثم وقعت الكارثة بعد سنة أيضاً. على أنه في يوم الأربعاء ذاك، يوم الذكرى الأولى، أطلّ وجه لبنان كما هو الآن: مزيجٌ من مآسٍ وإشراقات. في المرفأ دموعٌ وتمرّدٌ وغضب، وفي باريس تضامنٌ والتزامات. كأنّ المشرفين على العلاج ينحنون بصدقٍ على ملامح ذلك الوجه الذي لم تنل أيّ فاجعة من نبل ملامحه التي بدأ يطلّ بها على العالم.حدث ذلك من المرفأ، مطرح المواعيد مع الدنيا منذ إنشائه عام ١٨٨٢، من حيث سافر اللبنانيون إلى آخر الأرض، وحفروا فيها أضرحتهم إلى جانب ما شيّدوا وعمروا، ولم يكن في ذاكرة الأوائل منهم سوى تلك الصورة الوحيدة لدى المغادرة الأليمة، وهي صورة المرفأ، تغيب مع سفر الموج حتى تختفي ويبدأ العالم الآخر. يوم الأربعاء ذاك، إلى جانب أنهار الدموع التي لا زالت تسيل حرقةً وغضباً تلاقى زعماء العالم في باريس، من غربه وشرقه. وقالوا في لبنان ومستقبله ما هو منتظرٌ، ملتقين بذلك مع دعوة البابا فرنسيس في اليوم ذاته وفي المطالبات الصارخة التي عبّر عنها البطريرك بشارة الراعي في خطبته الصلبة، ثمّ في كلامه الشديد الوضوح في عظته بعد ذلك يوم الأحد في الثامن من آب الجاري عبر مطالبته المشروعة بسيادة شرعية الدولة وباحترام نصوص الدستور والقرارات الدولية، والتي أقل ما يقال عنها أنها مطالبة طبيعية يجب أن تنغرس في عقول جميع المخلصين الحريصين على أمن وسلامة لبنان وسيادته. فتعرّض لتهجمات كانت في الحقيقة مواقف المخذولين إزاء الرفض...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم