الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

حيرة "الاعتدال" مستمرّة... "الشيفرة السعودية" لم تتفكك

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
بريشة أرمان حمصي.
بريشة أرمان حمصي.
A+ A-

يستمر الحراك الرئاسي في الغرف المقفلة مترافقاً مع حركة نشطة من سفراء الدول المهتمة بالوضع اللبناني. وفي حين بدت الجبهات الصلبة على حالها من دون تغيير، اتجهت الأنظار إلى حركة السفير السعودي وليد البخاري الذي يقوم بجولة جديدة على رؤساء الكتل، ترقباً للموقف السعودي الحاسم، خصوصاً أن عدداً من الكتل المترددة ربطت موقفها بالموقف السعودي.

وبرز في اليومين الأخيرين اللقاء الذي جمع البخاري بكتلة الاعتدال الوطني التي زارته في مقر سكنه في اليرزة، والمواقف التي صدرت عن أعضائها بعد اللقاء، وأوحت بأن المملكة قد ليّنت موقفها من ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وأعطت ما يشبه الضوء الأخضر لانتخابه، شرط تسوية الأمر مع الحلفاء وعدم إظهارهم في موقع الخاسر أو  المنكسر.

وبرزت الرسالة التي وجهها بشكل مفاجئ النائب وليد البعريني إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ودعاه عبرها إلى إعادة النظر في مواقفه والخروج من لغة المحاور.

لكن البعريني نفى في اتصال مع "النهار" أن تكون في خلفية الرسالة أي إشارة لتبدّل الموقف السعودي، أو  أن يكون مكلفاً بإيصال أي رسالة، مشدداً على أنها رسالة تؤكد الدور الأساسي في حلحلة موضوع الرئاسة، وخصوصاً أن جعجع يرأس كتلة مسيحية وازنة، وأي حلحلة يقوم بها يكون لها تأثير كبير على الاستحقاق.

وزاد أنه إذا قام جعجع بأي خطوة في هذا الإطار عبر ترك المحاور الجامدة، يكون تعالى عن الصغائر، وعندها أعتبر أن العلاقة السيئة معه تحسنت وسترونني أتغدى في معراب.

وعن لقائهم السفير السعودي، قال: "السفير السعودي يتحدّث بمنطق دبلوماسي رفيع، وتحدث عن حرص المملكة على الإسراع بإتمام الاستحقاق الرئاسي، وكرّر ما أعلنه عن وقوف المملكة على مسافة واحدة من الجميع وعدم وضع أي فيتو على أي إسم".

ورفض البعريني الإعلان عن التزام التكتل بأي مرشح "فرنجية أو  غيره"، قبل وضوح الرؤيا ومعرفة المرشحين المتنافسين، مستبعداً الوصول إلى حلّ في القريب العاجل، "فالأمور بحاجة إلى وقت لتنضج".

وكشف البعريني عن التحضير للقاء النواب السنة في دار الفتوى في محاولة للتوافق على اسم من المرشحين الجديين والذهاب إلى التصويت له في مجلس النواب".

ما قاله البعريني يوافقه عليه أمين سر التكتل النائب السابق هادي حبيش الذي بدا متحمساً لفرنجية أكثر من زملائه في التكتل، فأكد لـ"النهار" أن: "البخاري أبلغنا أن لا فيتو على أحد من قبل المملكة، بمن فيهم سليمان فرنجية".

وكشف حبيش "عن محاولات قامت بها جهات معارضة، منها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لثنيهم عن تأمين نصاب أي جلسة لمجلس النواب، فكان الجواب: "لو كان عزرائيل مرشحاً" سنحضر الجلسة.

واعتبر أن مقاطعة أي جلسة هي خيانة للوطن والناس، لافتاً إلى أنهم لن يكونوا مثل نواب "حزب الله" يعطلون ما لا يوافقون عليه.

وشدّد على أنهم "أصدقاء الوزير فرنجية قبل ترشّحه، وسيبقون أصدقاء بعد الترشّح، وهذا شيء غير مخفي، لكن القرار بانتخابه لم يُتخذ، بانتظار التطورات"، مشيراً إلى أنهم أبلغوا الناشطين على الخط الرئاسي قبولهم أيضاً بعدد من أسماء تُعتبر وسطية، بالإضافة إلى وضعهم فيتو على أكثر من اسم.

وإذ رفض حبيش كشف الأسماء المقبولة والمرفوضة، طالب الكتل المسيحية الكبيرة بـ"الاتفاق على اسم كونهم المعنيين الأساسيين بالاستحقاق".

حماسة حبيش لا يسير معه فيها عضو التكتل أيضاً النائب أحمد الخير، الذي وافق زملاءه على أن لا فيتو سعودياً على فرنجية أو  غيره من المرشحين، معتبراً أن السعودية تتطلع إلى شريك استراتيجي، وما يمكن أن يقدمه العهد المقبل بما يتلاءم مع سياستها المعلنة بغض النظر عن الأسماء.

وقال لـ"النهار": "هذا الأمر يفتح أمام الكتل النيابية المجال لحوار عقلاني وجدي من دون تأثيرات للوصول إلى اسمين أو  ثلاثة يتنافسون على الموقع".

وهنا، شدّد الخير على أنه بعد طرح هؤلاء المرشحين، نرى من هو "أقرب إلى طروحاتنا وثوابتنا ولديه رؤية واضحة في الاستراتيجية الدفاعية، وكيفية تطبيق القرارات الدولية وتحسين علاقة لبنان مع الدول وإعادته إلى الحضن العربي، وننتخبه".

وأكد أنهم لم يدخلوا في لعبة الأسماء، إلّا عند التوصل إلى هذا الأمر، وربما ليس من الجولة الأولى والثانية من هذه الانتخابات، وبعدها سيكون لهم الموقف الواضح على العلن أمام الجميع".

وعاد الخير وطالب الكتل المسيحية بالاتفاق، و"نحن سنحترم الشراكة، إن لم تتعارض مع الثوابت التي طرحناها".

وفي انتظار الزيارة التي ينوي البخاري القيام بها الخميس إلى التكتل، بدا أن ما تم تسويقه عن ضوء أخضر سعودي لفرنجية لا يزال غير واقعي، وما زالت الأمور تراوح ضمن دائرة اللاموقف واللاقرار، ما يمدّد الترقّب الحالي إلى حدوث تطور ما يحرك الأمور وهو مستبعد في الوقت الراهن. وما يزيد من حالة الترقب هو ما قاله أحد النواب، عندما استذكر قول المملكة العربية السعودية للرئيس سعد الحريري قبيل التسوية الرئاسية "افعلوا ما ترونه مناسباً"، ليحدث ما حدث وتقع الكارثة.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم