الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

السياحة الفضائية لـ"أثرياء العالم"... نشاطٌ مدمر للكوكب أم فرصة لإنقاذه؟

المصدر: "النهار"
مؤسس "بلو أوريجين" و"أمازون" جيف بيزوس (أ ف ب).
مؤسس "بلو أوريجين" و"أمازون" جيف بيزوس (أ ف ب).
A+ A-
ينتقد كثيرون السياحة الفضائية ويعتبرون أنّ هذه الظاهرة لا تعدو كونها وسيلة استجمام لأثرياء العالم ومن شأنها أن تفاقم أزمة المناخ التي يواجهها كوكب الأرض.

لكن لهذا القطاع الناشئ مؤيدوه أيضاً. وفيما لا يرفض هؤلاء الانتقادات صراحةً، يزعمون أنّ الصناعة قد تعود بمنافع على البشرية.

يؤكد مؤيدو السياحة الفضائية بدايةً أنّ الرحلات الفضائية الخاصة تفتح أيضا المجال أمام إجراء تجارب علمية في مناطق الجاذبية الصغرى.

وتقول أرييل إكبلو من مبادرة استكشاف الفضاء MIT لوكالة فرانس برس إنّ الوكالات الوطنية كانت في الماضي "تأخذ وقتاً طويلاً للعمل ضمن قنوات المنح الحكومية ثم الحصول على الموافقة والتمويل، لتُختار بعدها ضمن مجموعة قليلة يمكنها المباشرة بالعمل".

وفي المقابل، احتاجت إكبلو إلى ستة أشهر فقط من توقيع العقد حتى إرسال مشروعها البحثي إلى محطة الفضاء الدولية على متن رحلة Ax-1 الخاصة الجمعة الماضي بعدما تكفّل رجال أعمال من القطاع الخاص بتكاليفها.

ويمثل مشروعها المسمى TESSERAE مبادرة ذكية تشكل سرباً آلياً عائماً يمكن أن يتجمّع ذاتياً ضمن نهج الهندسة المعمارية الفضائية، وبهذه الطريقة قد تُبنى محطات الفضاء المستقبلية.

وتقول إكبلو إن "تزايد شركات توفّر رحلات فضائية تجارية يتيح لنا القيام بمشاريع تنطوي على خطورة أكبر وأسرع وأكثر ابتكاراً".

وتمثل السياحة الفضائية وقطاع الفضاء الخاص عموماً دافعاً للابتكار بهدف إحداث تحسينات في الأعمال العلمية المرتبطة بالفضاء.

وفيما تنطلق بحذر الوكالات الحكومية التي تموّل أعمالها من ضرائب يدفعها المواطنون، وتواجه خطر الفشل، لا تمانع شركات من بينها "سبايس إكس" المملوكة لإيلون ماسك في إطلاق نماذج أولية من الصواريخ حتى التوصل إلى تلك النهائية، ما يؤدي إلى تسريع في مراحل التطوير.

وبينما تركز وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"على أهداف استكشاف كبيرة، تسعى الشركات الخاصة إلى تحسين معدل المهمات الفضائية وربحها واستدامتها باستخدام مراكب قابلة لإعادة الاستخدام. أما شركة "بلو أوريجن" فتطلق صواريخ ينبعث منها بخار الماء فقط.
لا تزال الرحلات الفضائية حتى اليوم محفوفة بالمخاطر ومكلفة. ويقول مايسن بك، وهو أستاذ في علم الطيران في جامعة كورنيل وكان يشغل سابقاً منصب كبير التقنيين في وكالة الناسا: "كلما ذهبنا أكثر إلى الفضاء، نصبح أفضل في أعمالنا المرتبطة بهذا المجال، وتبرز أكثر قواعد صناعية من شأنها دعم تكنولوجيا الفضاء".

ويمكن تشبيه الوضع الحالي في هذا المجال مع بدايات الطيران عندما كان السفر يقتصر على قلة من المحظوظين.

ويقول المدير المساعد السابق لقسم النقل الفضائي التجاري التابع لإدارة الطيران الفدرالية جورج نيلد: "شهدنا عدداً كبيراً من الحوادث بدايةً، وكان هنالك شركات عدة تقدّم أفكاراً مختلفةً حول كيفية بناء الطائرات". واضاف، "لكننا تعلمنا تدريجياً أي فكرة صالحة وأياً منها ليس ناجحاً".


لكن ماذا ستحقق الرحلات الفضائية الأكثر أماناً وفعالية؟
يعتبر الخبراء أنّ من الصعب حالياً تصوّر التأثير الذي تحمله الرحلات الفضائية المستقبلية على قطاع النقل.

ويقول نيلد الذي كان حاضراً في رحلة "بلو أوريجن" الأخيرة، "أنا واثق أننا سنرى خلال السنوات العشر المقبلة فقط، شركات لديها أنظمة تجعل الأشخاص يسافرون من موقع محدد إلى الجانب الآخر من الأرض خلال ساعة تقريباً".
 
 
ويضيف أنّ نموذج السفر من نقطة إلى أخرى هذا، من المحتمل أن يصبح متاحاً في النهاية على أي حال، لكنّ السياحة الفضائية من شأنها تسريع قدومه.

ومن المفارقات أنّ الحجة الأخيرة التي يقدّمها مؤيدو الرحلات الفضائية السياحية تتعلق بالمناخ.

فقد أعرب كثر ممّن راقبوا الأرض من الفضاء الخارجي عن تأثرهم بالهشاشة التي يبدو عليها الكوكب، وأكدوا رغبتهم في حمايته.

وأطلق المتخصص في فلسفة الفضاء فرانك وايت على هذه الظاهرة اسم "تأثير النظرة العامة".

وتقول المشاركة في تأسيس شركة "سبايس برسبيكتيف" جاين بوينتر: "ينتابك شعور بالحاجة الطارئة لأن تكون جزءاً من الحل".

وتخطط شركتها لإطلاق رحلات سياحية على متن منطاد عملاق مرتفع بهدف مراقبة انحناء الأرض من غلاف يطلّ على مناظر بانورامية.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم