الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

عام جديد للتحدي

المصدر: النهار - جوسلين مراد
تسبقنا الأيام فنمشي خلفها ومن تسبقه أيامه عاش حياته تستبدّ بها لياليها. وكم من ألم عرقل طريقنا وظلم كل خطواتنا وخنجر طعن أفئدتنا. تمضي بنا الأيام ونحن نجري خلفها
تسبقنا الأيام فنمشي خلفها ومن تسبقه أيامه عاش حياته تستبدّ بها لياليها. وكم من ألم عرقل طريقنا وظلم كل خطواتنا وخنجر طعن أفئدتنا. تمضي بنا الأيام ونحن نجري خلفها
A+ A-
تسبقنا الأيام فنمشي خلفها
ومن تسبقه أيامه عاش حياته تستبدّ بها لياليها.
وكم من ألم عرقل طريقنا
وظلم كل خطواتنا
وخنجر طعن أفئدتنا.
تمضي بنا الأيام ونحن نجري خلفها
وكم من حزن قابلته قلوبنا
وكم من ضيق طوق أعناقنا.
نحن المستقبل وهي الماضي
فهل يركض المستقبل خلف الماضي؟
تسرع بنا الأيام إلى ساحاتها
فنلقاها ساحات قتال.
وكم من تحدٍّ وقف عائقاً في مسيرنا
وكم من مرارة خنقت حناجرنا
وكم من ظلمة قتلت بشائرنا.
تقودنا الأيام إلى جبالها الوعرة
وتمر بنا هازئة، فإلى متى نحتمل غدرها؟
فكم من صفعة تلقيناها
وطعنة خيبت أوقاتنا ومسيرة أتعبتنا
وأحمال أنهكت قوانا وأعباء اغتالت عزيمتنا.
تسبقنا الأيام هزيلة
وما الأيام الهزيلة سوى طيف الأيام الممتلئة
ولو سرنا مع الأيام لما تأخرنا عن مسراتها
ولما أسرتنا أحزانها.
انها أيام العام تسير بنا، فنسير معها
تارة مسرعة فتسبقنا، وطوراً مبطئة فنسبقها
تسبقنا فتقودنا إلى أقدارها
ونسبقها فنقودها إلى أقدارنا.
وبين أقدارها وأقدارنا، يد خفية علوية تحرك الأقدار.
فالجهود التي بذلناها ولم نكافأ عليها، ستحيا وتعلن مجدها.
أيام لنا وأيام علينا
وكم عبثت بنا أيام العام الماضي
وكم ستعبث بنا أيام هذا العام
ونحن كأصنام ذهبية لا يطرأها الصدأ ولا تزيلها العواصف.
وكم من عواصف مرت بنا
ونحن كالجبابرة الصامدين نتحدى عواصف كل عام.
وكم من حشرة فتكت بنا
ونحن نتحدى الحشرات والوحوش معاً.
فلا العواصف تخيفنا ولا الحشرات تلسعنا
ولا الوحوش تنال منا.
معارك تبدأ ومعارك لا تنتهي نخوضها
أجيال تهرج وأجيال تهزأ
فإلى متى نحتمل سخرية الأجيال؟
هل تطرحنا الأيام تحت رحمة القدر؟
أم ستدوسنا عجلة الزمن؟
أترمينا الحياة ورقة يابسة في مهب الريح؟
أم يحملنا القمر ويصعد بنا لنستقر بين النجوم؟
يصفعنا عام ويخذلنا آخر
فعسى أن يحقق هذا العام آمانينا.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم