مقامُك حيث أقمتَ نفسَك

مغادرتك مكاناً لا ترغب في البقاء به لا تعني أنّك شخص يهوى العزلة، إنّما تعني أنّك لم تشعر بالانتماء إليه، فآثرت الانسحاب.
رفضُك حضور مناسبةٍ ما لا يعني أنّك شخص غير اجتماعيّ، ولكنّه يعني أنّ هذه الدائرة لا تمتلك، ولا يوجد بينكما اهتمامات مشتركة.
أن تقرّر التوقّف عن مصادقة شخص ليس بالضرورة لأنّه شخص سيّئ، أو لأنّك فاشل في تكوين صداقات، إنّما يكفي أنّك لم تشعر بانسجام أثناء مرافقته، وأنّ ميولك تختلف كلّيّاً عن رغباته وأولويّاته.
أن تأخذ قراراً بالانفصال ليس بالضرورة لأنّ الطرف الثاني قد أخطأ... يكفي الشعور بعدم القبول وبعدم الرّغبة في الاستمرار.
ليس شرطاً أن تستنفد كلّ طاقتك لكي ترحل، أو أن تبذل مجهوداً مهولاً قبل أن تلوّح بالوداع، ولكن يكفي شعورك ليكون سبباً لكي تفضّل سلامك النّفسيّ.
ليس بضرورة أن تبقى إلى أن تصير العلاقة عبئاً، أو أن تنتظر خيبة أمل مدوّية، فالاختلافات كفيلة وحدها لتدفع قلبك بعيداً قبل أن يصير خلافاً.
ليس من شأن العلاقات أن تُرهق الأفراد بسبب سوء الاختيارات، فيما مهمّتنا أن ننتقي منها ما يتوافق مع أرواحنا ويُحقّق الراحة لقلوبنا.