الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

صحيفة الـDaily Star ودّعت قرّاءها... أزمة مزدوِجة تهدّد ما تبقّى من صحافة بيروت

المصدر: النهار
فرح نصور
الصورة عن "أ.ف.ب".
الصورة عن "أ.ف.ب".
A+ A-
 
عشيّة اليوم العالميّ لانهاء الإفلات من العقاب، يعلن عن موت صحيفة لبنانيّة عريقة. ألم تكفِ المعاناة التي تمرّ بها الصحافة المكتوبة محليّاً وعالميّاً بفعل التحوّل الرقميّ، لتحلّ الأزمة الاقتصادية الراهنة على لبنان، وتضرب ما تبقّى من صحفٍ لبنانية، لطالما شكّلت جزءًا من تاريخ هذا البلد. صحيفة الـDaily Star، التي يفوق عمرها الـ70 عاماً، تغيب عن قرّائها. هذا ما قرّرته إدارتها عبر تسريح موظّفيها من خلال إعلامهم عبر بريد إلكترونيّ أُرسل إليهم.
وقد نشر الصحافيّ السابق في صحيفة الـDaily Star، تيمور أزهري، أمس، عبر تويتر، أنّ جميع موظّفي الجريدة قد تمّ تسريحهم من عملهم، عبر رسالة من الإدارة وصلتهم عبر البريد الإلكتروني.
في السياق، تروي إحدى الصحافيّات في الـDaily Star لـ"النهار"، أنّ "الصحيفة تعاني ماليّاً منذ حوالى 3 سنوات، وقد استجدّت الأزمة الاقتصادية الراهنة. وجاء القرار الآن بأنّ مالكي الصحيفة لا يريدون استمرار الاستثمار فيها، واضطُرّت إلى الإقفال".  
 
وكانت الـDaily Star قد أوقفت إصدار نسختها الورقية منذ أوائل العام الماضي، مكتفيةً بالنسخة الإلكترونيّة.
أمّا رواتب الموظفين فلم تكن تُسدَّد بأكملها خلال السنوات الماضية، وفق الصحافيّة، وتمّ تقليص عدد الموظفين فيها الى حدّه الأدنى، ليصل إلى حوالى 14 أو 15 موظّفاً في الصحيفة، وكان يتمّ تسديد رواتبهم بالليرة على سعر الـ1500 ليرة للدولار. بالتالي، لم يعد هناك إمكانيّة استمرار العمل، على ما تقول الصحافيّة. لذا، قام الصحافيون بالإضراب للمطالبة بمستحقّاتهم والضغط على المالكين، تحت طائلة الإقفال. وكان الإضراب مرتقَباً مدّة أسبوع فقط، إلّا أنّه امتدّ إلى أسبوعين إضافيين، ما دفع المالكين إلى إقفال الصحيفة، وفق الصحافيّة.
وحاليّاً، الموظّفون على وعدٍ بأن يتمّ تسديد تعويضات تسريحهم، لكن لا تزال الصيغة والآلية غير واضحتين.

وفي اتّصال أجرته "النهار" مع رئيس تحرير الـDaily Star، نديم لادقي، لتسأله عن إقفال الصحيفة، رفض أن يعلّق على الموضوع.
 

صعوبات مزدوجة أمام الصحافة اللبنانية المكتوبة 

وضع الصحافة المكتوبة عالميّاً صعب، إلّا أنّ وضعها في لبنان تضاعف صعوبةً بسبب الأزمة الاقتصادية الراهنة. وعن انعكاس هذين العاملين على الصحف في لبنان حاليّاً، يرى الأستاذ والباحث في الشؤون الإعلامية، الدكتور علي رمّال، في حديث لـ"النهار"، أنّ "هناك عاملين أساسيين في تمويل الصحيفة، وهما القدرة الشرائية لدى الفرد والاقتصاد المحليّ، لذلك، الصعوبات مزدوِجة في لبنان".

وفي معرض حديثه، يشرح رمّال أنّ "الصعوبات التي تواجه الصحافة المكتوبة عالمياً مرتبطة بالتحوّل الرقميّ، لكنّ الصعوبة في لبنان مضاعَفة فحياة المؤسسة الإعلامية اقتصادياً، ترتبط بالاقتصاد النشيط، لكنّ الانهيار الاقتصادي الحاصل في لبنان والذي رافق الصعوبات العالمية، يحدّ من احتمالات تمويل الصحف عبر الإعلانات بحيث يكاد أن يكون هذا التمويل معدوماً".
 
نشاط القطاع الصناعي والتجاري عادةً ينعكس بكثافة الإعلانات في أسواق الإعلان في المؤسسات الإعلامية، لكنّ عدم تمكّن تمويل الصحافة من إعلانات هذه القطاعات، وضعها أمام صعوبات مضاعَفة. ورغم أنّ الصحف في توجّهت إلى الإعلام الرقمي لتأمين تمويل إضافي، إلّا أنّ "فقدان الارتباط الكلّي مع قطاعات الإنتاج عبر الإعلام، قد يدفع ليس فقط بصحيفة الـDaily star إلى الإقفال".

إلى ذلك، صحيح أنّ التحوّل الرقميّ اعتمد على جيلٍ كامل باستخدامه، إلّا أنّ الصحيفة الورقية لا زالت تُشترى وتُقرأ في لبنان، بحسب رمّال، إنّما انهيار القدرة الشرائية كلياً لدى القارئ اللبناني دفع به إلى تخصيص ما تبقى من هذه القدرة لتأمين أمنه الغذائي و الكهرباء وما إلى ذلك. 

بالتوازي، شكّل انهيار العملة الوطنية ضربة إضافية للصحافة المكتوبة في لبنان، بحيث باتت كلفة طباعة الصحف باهظة، من ورق وحبر وصيانة مطبعات، وغيرها من التكاليف. 

إزاء هذين الواقعين، تحاول الصحف المحلية مواكبة أزمة التحوّل الرقميّ العالميّ، والأزمة الاقتصادية المحلية بطرق عديدة، عبر العمل على ما يُسمّى باقتصاد المحتوى الذي يجذب المعلِنين إلى الموقع الإلكتروني، أو من خلال تغيير نموذج عرض المحتوى وتخصيص جزء منه مدفوعاً (premium) على غرار ما تفعله صحيفتا "النهار" و"L’Orient-Le-Jour"، أو من خلال زيادة سعر الصحيفة الورقية كما فعلت صحيفة "L’Orient-Le-Jour"، بحيث بات سعر نسختها الورقية 10 آلاف ليرة.
 
والجدير بالذكر أنّ صحيفة الـDaily Star تأسّست عام 1952 على يد مالك ورئيس تحرير صحيفة "الحياة" العربية آنذاك، كامل مروّة. وفيما تصدر الصحيفة باللغة الإنجليزيّة، تبرز أهميّتها كونها إطلالةً على الخارج، وهي مؤشّر يبيّن نسبة القراء غير العرب في الشأن اللبنانيّ. 
 
ولاحقاً ندّد تجمع نقابة الصحافة البديلة بقرار الصحيفة بالصرف الجماعي والتعسفي لموظفيها، من دون سابق إنذار أو تبليغ، ومن دون أي معلومات حيال أجورهم المتراكمة لديها وغير المدفوعة منذ أشهر، ومن دون البت بتعويضات الصرف ونهاية الخدمة.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم