اشترِك في نشرتنا الإخبارية
ما هي شروط شركات التأمين لتغطية مرضى كورونا؟
05-01-2021 | 19:09
المصدر: النهار
فيما يُعالج كثير من المصابين بكورونا في منازلهم دون الحاجة إلى دخول المستشفيات بسبب عوارضهم الخفيفة وحالاتهم السهلة، هناك أشخاص يجب دخولهم المستشفى وتلقّي العلاج، وخصوصاً إن وُجدت مضاعفات وحالات متقدّمة من الفيروس.
وفي ظل تفشّي فيروس كورونا الكارثي في لبنان، والصرخات المتعالية عن امتلاء الأسرّة بمرضى كورونا في المستشفيات، كيف تغطّي شركات التأمين عملاءها المصابين بالفيروس ووفق أيّ شروط؟ وهل تختار التغطية وفق حالاتهم؟ وهل هناك أيّ إمكانية لتغطية شركات التأمين نفقة علاج كورونا للمصابين ذوي الحالات المتقدمة في المنزل، على حسابها؟
يؤكّد مدير الصحة والحياة في شركة Arope للتأمين، جورج محفوض، أنّ "الشركة تغطي مرضى كورونا، شرط إثبات الإصابة وأن تستدعي حالة المصاب دخوله إلى المستشفى". وقسّمت الشركة المرضى، بحسب محفوض، وفق درجات بوالصهم، ووضعت سقفاً أعلى من السقف الذي حدّدته الدولة، فهي وضعت سقفاً للتغطية بناءً على الحالات الثلاث، خفيفة، متوسطة، وحادّة. وسمحت الدولة لشركات التأمين بتغطية مبلغ 40 مليون ليرة للحالة الحرجة، 35 مليون ليرة للحالة المتوسطة، و15 مليوناً للحالة الخفيفة. وكذلك، وضعت الدولة سقفاً للتغطية اليومية وفقاً لهذه الحالات الثلاث.
فيما وفّرت الشركة تغطية شاملة تخضع لسقف معيّن، لكنّها لم تلتزم بالسقف اليومي للتغطية. فالدرجة الأولى تحظى بتغطية حتى 30 ألف دولار، والدرجة الثانية تحظى بتغطية حتى 25 ألف دولار، والثالثة حتى 20 ألف دولار، فيما معظم شركات التأمين تلتزم بتوصيات الدولة فقط، كما يقول محفوض.
ويلفت محفوض إلى أنّه "رغم أنّ القرار الذي صدر عن الدولة يوجب شركات التأمين بتغطية المرضى أصحاب البوالص الجديدة، أو التي استحق موعد تجديدها بعد 15 نيسان الفائت فقط، إلّا أنّ الشركة شملت أيضاً العملاء الذين لم يشملهم قرار الدولة"، وفق قوله.
ويشير إلى أنّه "إذا ما ثبُت امتلاء الأسرّة في جميع المستشفيات، فقد نضطرّ إلى تقديم خدمة العناية المنزلية لعملائنا المصابين بكورونا الذين تستدعي حالاتهم دخول المستشفى، شرط إشراف ومراقبة وموافقة طبيب المريض، وتكون كلفة هذه الخدمة مغطاة من الشركة، فلا ذنب للمريض إن لم تتوفّر الأسرّة".
بدوره، يفيد مدير قسم الاستشفاء في شركة Libano-Suisse للتأمين، بلال بدران، بأنّ "الشركة تلتزم قرار الدولة، ونغطّي مبلغ 900 ألف ليرة يومياً للمريض ضمن مبلغ 15 مليون ليرة مخصَّصة لفترة علاجه. وكل ما يتجاوز ذلك من تكاليف يكون على نفقة المريض. وتغطي، من ضمنها، تكاليف الصور والفحوصات المطلوبة خلال فترة العلاج، وتتوقّف أيام مكوث المريض في المستشفى ضمن هذا المبلغ".
ويضيف أنّ " الشركة لا تغطّي كلفة علاج المريض وفقاً لحالته، بل بمجرّد إثبات إصابته بالفيروس يدخل المستشفى ويتلقى العلاج"، مشيراً إلى أنّ "هناك أيضاً تكاليف إضافية لا تغطّيها بوليصة التأمين كثياب وقفازات وكمامات الممرضين، وكذلك أجهزة التنفس في المنزل، فنحن نغطّي فقط دخول المستشفى".
وفي حديث مع "النهار"، يقول رئيس جمعية شركات الضمان إيلي طربيه، بأنّ "كل شركة تأمين تقدّم سقف التغطية الذي يلائمها وتقدّمه للجنة الرقابة على هيئات الضمان، واللجنة تعطي موافقتها خلال 20 يوماً على شروط تغطية مرضى كورونا التي ستعتمدها الشركات في بوالص التأمين. وقد صدر هذا القرار عن الدولة في شهر نيسان. ونحن، كجمعية شركات الضمان، قدّمنا توصية موحَّدة للتغطية، وهي بمثابة مرجع تعمل وفقه شركات التأمين، وهي توصية قابلة للتعديل شرط موافقة اللجنة المذكورة، والتعديل يكمن في قدرة الشركة على تغطية كلّ مريض".
ويشدّد طربيه على أنّ "العلاجات التي تغطّيها شركات التأمين هي ضمن المستشفيات فقط، فهنا تكمن الكلفة الكبرى، وسقف التغطية لا يتعدّى الـ30 ألف دولار للمريض الواحد، ولا يمكن وضع أكثر من هذا المبلغ لأنّ سعر بوليصة التأمين سيرتفع كثيراً على المواطن. وإذا ازدادت أعداد الإصابات كثيراً، فستتحمّل شركات التأمين عبئاً كبيراً، وخصوصاً أنّ معيدي التأمين لا يغطّون فيروس كورونا، وتضطرّ بذلك شركات التأمين لأن تتكلّف بجميع المصاريف".
ويتابع أنّ "القرار الذي صدر عن وزير الاقتصاد، سمح لشركات التأمين بتغطية العملاء المرضى من ذوي البوالص الجديدة، أو التي تم تجديدها بعد صدور القرار في 15 نيسان الفائت، ولم يشمل البوالص التي لم يستحق موعد تجديدها قبل هذا التاريخ في التغطية إن أُصيب أصحابها بالفيروس، لأنّ هذا القرار لا يُطبَّق بمفعول رجعي".
وفي السؤال عن إمكانية تغطية نفقات علاج مرضى كورونا، التي تستوجب نقلهم إلى المستشفى إن لم تتوفّر الأسرّة في ظل التفشّي الهائل، يقول طربيه بأنّه "قد تمت دراسة الوضع بناءً على الاستشفاء في المستشفيات فقط، وتغطية المرضى في المنزل عملٌ على الدولة القيام به، وحتى الآن وافقت لجنة الرقابة على شركات الضمان على تغطية نفقات المستشفى فقط".
