أشار بنك "عوده" في التقرير الأسبوعي، إلى انزلاقات سريعة لليرة في السوق السوداء بفعل الأزمات المتزاحمة سياسياً وقضائياً.

وسط أجواء محمومة سياسياً وقضائياً وتنامي المخاوف من أن تدخل البلاد في فوضى عارمة، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع انزلاقات سريعة لليرة اللبنانية مقابل الدولار في السوق السوداء، بينما واصلت سوق الأسهم مسلكها التصاعدي في ظل استمرار مساعي المتعاملين للتحوّط تجاه الأزمات، وبقيت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أدنى مستوياتها، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، شهدت السوق الموازية هبوطاً حرّاً لليرة مقابل الدولار، حيث كسر سعر الصرف حاجز الـ60000 ل.ل. للدولار الواحد في ظل احتدام المواجهات القضائية وغياب أي خروقات إيجابية لأزمة الفراغ الدستوري غير المسبوق الذي يرزح تحته لبنان، ووسط التآكل المستمر في احتياطيات مصرف لبنان من النقد الأجنبي والتضخم في حجم النقد المتداول. وهذا ما أدى إلى اتساع الهوة بين سعر صرف السوق السوداء وسعر منصة صيرفة إلى أكثر من 20000 ل.ل. وعلى صعيد سوق الأسهم، سجّلت بورصة بيروت زيادات في الأسعار للأسبوع الثالث على التوالي، تحوّطاً تجاه الأزمات وفي ظل قرار المصرف المركزي بإجراء السحوبات من الحسابات المصرفية بالدولار على أساس سعر 15000 ل.ل. للدولار الواحد ابتداءً من الأول من شباط 2023. في هذا السياق، ارتفع مؤشر الأسعار بنسبة 1.7%، بينما تقلصت قيمة التداول الاسيمة بنسبة 37% أسبوعياً. وفي ما يخص سوق سندات اليوروبوندز، ظلت أسعار سندات الدين الحكومية عند ادنى مستوى تاريخي لها حيث بلغت 6.375 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة وسط واقع قضائي وسياسي مأزوم ما قد يعرقل المسار الإصلاحي المنتظر ويحول دون إبرام اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي، كما يبقي التوقعات بنسب الاسترداد ضئيلة".

الأسواق

في سوق النقد: ظلت كلفة الكاش بالليرة تتراوح بين 14% و16% في سوق النقد هذا الأسبوع. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 12 كانون الثاني 2023 أن حجم النقد المتداول سجّل تقلصاً لافتاً قيمته 3836 مليار ليرة. توازياً، تقلصت الودائع المصرفية المقيمة بقيمة 903 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص بشكل رئيسي إلى انخفاض الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 999 مليار ليرة وسط تقلص في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 913 مليار ليرة وتراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 86 مليار ليرة، بينما زادت الودائع المصرفية المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 96 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 64 مليون دولار وفق سعر صرف 1507.5 ل.ل.). في هذا السياق، سجلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) تقلصاً أسبوعياً لافتاً مقداره 4076 مليار ليرة نتيجة الانخفاض الكبير في حجم النقد المتداول.

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 26 كانون الثاني 2023 أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%) وفئة الثلاث سنوات (بمردود 5.50%) وفئة السبع سنوات (بمردود 6.50%). من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 19 كانون الثاني 2023 اكتتابات بنحو 156 مليار ليرة، وتوزعت كالتالي: 70 مليار ليرة في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50%) و86 مليار ليرة في فئة السنة (بمردود 4.50%). في المقابل، بلغت الاستحقاقات زهاء 175 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي أسبوعي بقيمة 19 مليار ليرة.

في سوق القطع: على وقع احتدام المواجهات القضائية وانسداد الآفاق أمام مسالك انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتأليف حكومة فعالة وذات مصداقية وفي ظل المسار الشاق أمام لبنان لتلبية متطلبات صندوق النقد الدولي والتوصل إلى إبرام اتفاق نهائي مع الصندوق، ووسط نزيف مستمر في احتياطيات مصرف لبنان من النقد الأجنبي والتضخم الكبير في حجم النقد المتداول، شهدت السوق الموازية هذا الأسبوع هبوطاً حرّاً لليرة مقابل الدولار حيث كسر سعر الصرف حاجز الـ60000 .ل.ل. للدولار ليبلغ 60500 ل.ل.- 61000 ل.ل. للدولار الواحد يوم الجمعة بالمقارنة مع 51000 ل.ل. للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق، في إشارة إلى خسارة الليرة نحو 18% من قيمتها خلال أسبوع. توازياً، ظل سعر صرف الدولار على منصةSayrafa مستقراً عند 38000 ل.ل. بين 23 و27 كانون الثاني 2023، وذلك كمعدل لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة. وهذا ما أدى إلى اتساع الفارق بين سعر صرف الدولار في السوق الموازية وسعر منصة "صيرفة" إلى أكثر من 22000 ليرة في نهاية هذا الأسبوع.

في سوق الأسهم: واصلت بورصة بيروت مسلكها التصاعدي للأسبوع الثالث على التوالي، كما يستدل من خلال ارتفاع مؤشر الأسعار بنسبة 1.7%، بدعم من زيادات في أسعار أسهم "سوليدير" في ظل استمرار مساعي المتعاملين للتحوط تجاه الأزمات وبعد أن أصدر مصرف لبنان التعميم الوسيط رقم 657 والذي عدّل فيه سعر صرف الدولار للسحوبات من الوائع بالعملات من 8000 ل.ل. إلى 15000 ل.ل. ابتداءً من 1 شباط 2023. فمن أصل 6 أسهم تم تداولها، ارتفعت أسعار خمسة أسهم، بينما ظل سعر سهم واحد مستقراً. في التفاصيل، زادت أسعار أسهم "سوليدير أ" بنسبة 1.8% أسبوعياً لتقفل على 63.50 دولار، وارتفعت أسعار أسهم "سوليدير ب" بنسبة 1.4% إلى 63.35. وفي ما يتعلق بالأسهم المصرفية، قفزت أسعار أسهم "بنك عوده العادية" بنسبة 9.0% إلى 1.45 دولار، تلتها إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" +6.0% إلى 2.65 دولار، فإيصالات إيداع "بنك عوده" بنسبة +4.0% إلى 1.31 دولار. وظلت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" مستقرة عند 0.75 دولار. أما على صعيد أحجام التداول، فقد تقلصت قيمة التداول الاسمية بنسبة 37.2% أسبوعياً لتبلغ 6.7 مليون دولار، علماً أنّ أسهم "سوليدير" استحوذت على الغالبية العظمى من النشاط.

سوق سندات اليوروبوندز: ظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية تتحرك في محيط الـ6 سنت للدولار الواحد هذا الأسبوع، في ظل احتدام المواجهات قضائياً وانغماس البلاد في فراغ دستوري غير مسبوق وغياب أي مؤشرات تسوية تضع البلاد على سكة النهوض، ما يجعل التوصل إلى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي في المدى المنظور أمراً محفوفاً بالصعاب. في هذا السياق، وفي ظل توقعات بنسب استرداد ضئيلة، بلغت أسعار سندات الدين الحكومية التي تستحق بين العام 2020 والعام 2037 زهاء 6.375 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة بالمقارنة مع 6.125 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق.