الأربعاء - 22 أيار 2024

إعلان

بالصور- حي في بوغوتا يسعى إلى استقطاب السيّاح رغم استشراء العنف والفقر فيه

المصدر: أ ف ب
سياح ينظرون إلى حي سيوداد بوليفار خلال جولة في بوغوتا (14 نيسان 2024، أ ف ب).
سياح ينظرون إلى حي سيوداد بوليفار خلال جولة في بوغوتا (14 نيسان 2024، أ ف ب).
A+ A-
كل أحد، تستقلّ مجموعات محدودة من السياح المغامرين مقطورات تلفريك يعبر حي سيوداد بوليفار الفقير في جنوب بوغوتا ويستخدمه خلال أيام الأسبوع عمّال متوجهون إلى مواقع البناء في وسط العاصمة.

وبعد العبور جواً لعشر دقائق تقريبا فوق الحي الذي يضم مناطق سكن عشوائية ومنازل ذات ألوان زاهية، ينزل ركاب تلفريك "ترانس مي كيبل" في إل براييسو، حيث يستقبلهم مركز سياحي صغير.

وفي العام 2016، اختار الفنانان الكولومبيان ماي روخاس ولويزا سابوغال هذا الحيّ الذي يوفر إطلالة بانورامية على بوغوتا، لإطلاق مشروعهما السياحي الفني. في تلك المرحلة، لم يكن سيوداد بوليفار معروفاً سوى بأنه حي يستشري فيه الفقر والعنف.

وتقول لويزا سابوغال (24 عاما) التي نشأت في الحي "كنا نرغب في تبديد الصورة النمطية عن سيوداد بوليفار، باستخدام الفن كوسيلة للتحوّل الاجتماعي في المنطقة".

يستعين روخاس وسابوغال بعشرات من "فناني الشوارع" المحليين والعالميين، لرسم "لا كايي ديل كولور" ("شارع الألوان")، وهي مجموعة من الرسوم الجدارية عن التاريخ والثقافة المحليين مع وجوه مبتسمة وحيوانات تؤشر إلى التنوع البيولوجي في كولومبيا.
 
 
أ ف ب
-  مصير مشابه لحي كومونا 13  -
ومُذّاك افتُتح عدد كبير من الشركات والوكالات السياحية وحتى متحف من خمس طبقات يحمل اسم "متحف المدينة الذاتية البناء" (تعبير مجازي يشير إلى الأحياء الفقيرة التي تنتشر فيها منازل سقوفها من الألواح المعدنية).

لكن الحيّ لا يزال يعاني من تبعات الصورة النمطية السلبية التي تمنعه من الترويج لجانبه السياحي وتحديداً لدى سكان بوغوتا.

ويعاني أكثر من نصف سكان سيوداد بوليفار البالغ عددهم 660 ألف نسمة من الفقر، ويعيشون على دخل يقل عن 536 ألف بيزو شهريا (نحو 140 دولاراً).

وسيوداد بوليفار هو أكثر حي شهد جرائم قتل (188) في العام 2023، بحسب بيانات خدمة الامن في البلدية.

وخلال جولة إرشادية في الحي، يقول توماس فيلاسكيز، وهو مهندس مقيم في حي تشابينيرو البرجوازي في شمال المدينة "قبل مجيئي إلى هنا، كنت قلقاً من التقاط صور للرسوم الجدارية، وسألت إن كان من الآمن أن أستخدم هاتفي".

وعلى الرغم من بعض المخاوف، يزور سيوداد بوليفار شهرياً 400 زائر في المعدّل، بحسب البلدية. ومع أنّ ما يشهده الحيّ يُعدّ سياحة ناشئة لكن ذلك كافٍ لجعل بلدية بوغوتا تتفاءل بعدما بدأت تلاحظ التأثيرات الإيجابية.

ويقول مدير معهد "آي دي تي" السياحي في بوغوتا أندريس سانتاماريا  "كان يُطلق على الشوارع المنتشرة على جدرانها رسوم غرافيتي +مسار الجريمة+. كان الشارع يشهد جرائم قتل وسرقة... أما هذا العام، فلم تُسجّل جريمة واحدة فيه".

يريد مجلس البلدية الجديد الذي انتُخب في تشرين الاول 2023، أن يجعل السياحة المجتمعية إحدى ركائز سياسته التنموية، "لكي يصبح سيوداد بوليفار أحد المواقع السياحية الرئيسية في بوغوتا"، على غرار حي كومونا 13 الشهير في ميديلين.

فهذا الحي الشعبي الذي كان تحت نيران العنف خلال سنوات سيطرة كارتل بابلو إسكوبار، تحوّل إلى وجهة مفضلة للسياح الذين يزورون ثاني أكبر مدينة في كولومبيا.

- "الفقر لا يزال موجوداً" -
وفي سيوداد بوليفار، تشير البلدية إلى أنها تدعم راهناً تدريب 40 مرشدا محليا جديدا وافتتاح مركز للزوار قرب نقطة وصول التلفريك.

ودفع التحول الاقتصادي في الحي ماريا ساندوفال لافتتاح قبل أربعة أشهر متجر صغير لبيع التمال، وهو طبق تقليدي يعود إلى السكان الأصليين.

وترحب ماريا التي يقع متجرها مقابل نقطة هبوط التلفريك، بالسياح الذين يمثلون "نحو 50%" من مبيعاتها.

لكن على بعد أمتار قليلة، خارج الممر المحدد الذي يتجول فيه الزوار، لا تزال التداعيات الإيجابية غير واضحة.

وعلى درج منزلهما المتواضع، تراقب ناديا روخاس وابنتها الزوار وهم يمرون في شارع محاذ لبيتهما.

وتقول ناديا إن "ارتياد السياح للمنطقة نقطة إيجابي لأنّ السياحة تساهم في إيجاد فرص عمل (...). لكنني أرى دائما المرشد السياحي نفسه. كل الامور تتركز بين أيادي أشخاص معينين".

وتضيف "إنّ الواجهات مطلية بالألوان لكنّ الفقر لا يزال موجوداً".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم