الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

بالصور- "نستنشق بعض الهواء ونمرح"... مفهوم "مدرسة الخارج" في بلجيكا يحوّل الطبيعة بيئة للتعلّم

المصدر: أ ف ب
تلاميذ الصف السادس يشاركون مع معلمتهم في البحث عن كنز قائم على الرياضيات كجزء من "مدرسة الخارج" في فيزين ببلجيكا (14 آذار 2024، أ ف ب).
تلاميذ الصف السادس يشاركون مع معلمتهم في البحث عن كنز قائم على الرياضيات كجزء من "مدرسة الخارج" في فيزين ببلجيكا (14 آذار 2024، أ ف ب).
A+ A-
على مساحة من العشب الأخضر قرب إحدى الغابات، ينهمك أطفال يجلسون القرفصاء في تكوين أشكال هندسية، وبالأغصان التي جمعوها قبل ذلك بقليل من تحت الأشجار، لا بالقلم والمسطرة، يرسمون مستطيلاً وخماسياً ومسدساً.

في هذا المرج الكبير الواقع على بعد عشر دقائق مشياً من مدرسة بلدة فيزان ضمن نطاق مدينة أندين بوسط بلجيكا، كان 25 تلميذاً يتابعون صباح ذلك اليوم حصة مادة الهندسة وفق مفهوم "مدرسة الخارج".

ويشكّل هذا المفهوم توجها تعليمياً تسعى منطقة والونيا الناطقة بالفرنسية في بلجيكا إلى تطويره منذ أزمة جائحة كوفيد، معتمدة في هذه المهمة على شبكة من الجمعيات التي تدرّب وتدعم المعلمين في هذا النوع الجديد من التعلّم في الهواء الطلق، وسط الطبيعة.

وكان معلّم تابع لإحدى هذه الجمعيات الشريكة يتولى الإشراف على الدرس يومها في هذا الفصل الفريد من نوعه في المرج لتلاميذ الصفين الخامس والسادس الذين تراوح أعمارهم بين 11 و12 عاماً.

وطلب المعلّم من التلاميذ تشكيل حلقة جلوساً لكي يتسنى له الاستماع إليهم وهم يعرّفون عن أنفسهم ويتمكن من تسجيل "توقعات طقس المشاعر".

وقبل أن ينفرط عقد الدائرة لتبدأ النشاطات الصفّية، يذكّرهم ببعض القواعد الأساسية للنشاط الخارجي، ,أبرزها "احترام الكائنات الحية" وعدم اقتلاع النباتات.

واستغرقت الحصة نحو ساعة ونصف ساعة، وانتهت عند تقديم التلاميذ الموزعين على مجموعات رباعية الإنشاءات الهندسية أو حساباتهم الجبرية، أو غيرها من مسائل الرياضيات التي صممها لهم معلّمهم بما يتناسب مع هذا الإطار التعليمي المميز، الكائن وسط الطبيعة.
 
أ ف ب
- "نحن أكثر حرية" -
وشرحت المعلّمة جولي أوبو أن إعطاء التلاميذ الحصة في الهواء الطلق "يتيح العمل على المواد بطريقة مختلفة".

ولاحظت أن "الأطفال يرغبون في ذلك، إذ أن الأزمة الصحية دفعتهم إلى المكوث طويلاً أمام شاشاتهم وحرمتهم الخروج بشكل كافٍ"، مشيرة أيضاً إلى صعوبات التركيز في الفصل حيث "يُضطرون إلى الجلوس لساعات".

وبابتسامات عريضة، يعبّر الأطفال عن تأييدهم هذا التوجه. ويقول تيميو "نستنشق بعض الهواء، ونمرح". وترى أناييس أن "البقاء في الخارج أكثر متعة"، وأضافت "نحن أكثر حرية".

وتؤكد السلطات أن أزمة كوفيد وما استتبعته من قيود صحية بين عامي 2020 و2022 كانت بمثابة محفّز لهذه الأساليب التربوية التي توصف بأنها "خارجية"، واختبرتها لمدة عامين نحو 500 مدرسة والونية، وخصوصاً دور الحضانة والمدارس الابتدائية.

وقالت وزير البيئة الوالونية سيلين تيلييه لوكالة فرانس برس "في نهاية الحَجر، لاحظنا أنّ ثمة نقصاً في الأشخاص المدرّبين على هذا الأسلوب التعليمي، رغم الطلب القوي جداً من المدارس، فعملنا على هذه النقطة بالذات".

ومديرة مدرسة فيزان ساندرين دامسين من بين المتحمسين لهذه الطريقة.

وقد فتحت باب مدرستها واسعاً لجمعية Empreintes وتبنت خطابها عن أهمية الارتباط بالطبيعة.

وتقول دامسين "في الطبيعة، يستخدم الأطفال كل حواسهم... اللمس والنظر والسمع والشم. يكونون منتبهين أكثر، ويختبرون ما يتعلمونه بأنفسهم، وبالتالي يحفظونه بشكل أفضل".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم