الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

بالصور- "مصنع الفن" مرتع للإبداع وحريّة التعبير في هافانا

المصدر: أ ف ب
أشخاص يستمتعون بحفلة موسيقية في مصنع الفن الكوبي في هافانا (10 آذار 2024، أ ف ب).
أشخاص يستمتعون بحفلة موسيقية في مصنع الفن الكوبي في هافانا (10 آذار 2024، أ ف ب).
A+ A-
في مصنع سابق في هافانا، أطلقت مجموعة من الفنانين قبل عشر سنوات مكاناً بديلاً للفنون والترفيه سمّوه "فابريكا دي آرتي" أي "مصنع الفن"، وبات اليوم ذا شهرة عالمية، يضخ أكسجيناً منقذاً للثقافة الكوبية.

وقد اكتسب المكان، المعروف اختصاراً باسم "فاك" FAC، شهرة عالمية باعتباره معرضاً وملهى ليلياً، وهو مساحة للتعبير في بلد يمكن فيه للتعبير بحرية أن يودي إلى السجن.

كل أسبوع، من الخميس إلى الأحد، يدفع مئات الزوار ما يعادل 4 دولارات لحضور الحفلات الموسيقية، أو مشاهدة المسرحيات، أو الرقص، أو لمجرد التنزه عبر ممرات الموقع المليئة بأعمال الفن الحديث.

ويستضيف الموقع أنشطة شتى، من أمسيات لموسيقى التكنو إلى معارض للأعمال البلاستيكية والتصوير الفوتوغرافي والأزياء، مروراً بفعاليات ترفيهية مختلفة.

وتقول أوليفيا رودريغيز، وهي موسيقية تبلغ 30 عاما، لوكالة فرانس برس بينما كانت تنتظر ظهور مغني السالسا الكوبي الشهير إيساك ديلغادو على المسرح "هنا، يمكنك رؤية أشياء لم يكن ممكناً حتى تخيلها".

وقدّم ديلغادو عرضاً في إطار الاحتفالات بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيس "مصنع الفن".

ويوضح مؤسس المشروع الطليعي إكس ألفونسو "منذ أن فتحنا موقعنا هنا، عُهدت الإدارة باستمرار إلى فنانين، مع التركيز دائماً على العمل والرسالة".

ويقر ألفونسو بأنّ عروضاً استفزازية أو خفيفة من بعض الفنانين تسببت في بعض الأحيان في مشاكل، لكنه لا يرغب بالخوض في الموضوع.

ويقبع مئات الكوبيين، بينهم فنانون، في السجن بسبب مجاهرتهم بمواقف ضد الدولة الشيوعية أو تظاهرهم ضد الفقر، وسط أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها الجزيرة الشيوعية منذ 30 عاماً، مع ما يرافقها من مشكلات نقص في الوقود والأدوية والغذاء.

وقد اختار آخرون كثيرون طريق المنفى.

ويقول ألفونسو، وهو مغنّ ومؤلف موسيقي فاز بجائزة غرامي اللاتينية لعام 2022 لأفضل ألبوم فولك مع فرقة "سينتيسيس" التي شكلها والداه "نحن نصنع فناً، وأولئك الذين يريدون تحويله إلى سياسة يمكنهم ذلك، إنها مشكلتهم".

ويصف مشروعه الموسيقي بأنه "بمثابة محطة وقود للروح".
 
أ ف ب
- "لا يدين لأحد بأي شيء" -
ومثل المدينة التي تؤويها، تمتع موقع "فاك" بسنوات ازدهار مع تراجع التوتر في العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة في عام 2015 في عهد رئاسة باراك أوباما (2009-2017).

وقد رست في العاصمة الكوبية سفن سياحية أميركية مليئة بالسياح المتحمسين للتنقل في سيارات مكشوفة قديمة واكتشاف الحياة الليلية في هافانا، ما أوجد حالا من الازدهار في اقتصاد المدينة.

وزار مشاهير بينهم كوينسي جونز وميشال أوباما وجون بون جوفي، "مصنع الفن" في منطقة فيدادو الراقية، كما أحيا ميك جاغر حفلة موسيقية في سيوداد ديبورتيفا، وهو موقع ثقافي آخر في المدينة.

وفي عام 2019، أدرجت مجلة "تايم" موقع "فاك" في قائمتها لأعظم 100 مكان في العالم.

لكنّ مرحلة الرخاء هذه لم تعمّر طويلاً، إذ تراجع دونالد ترامب عن أغلب إجراءات سلفه. وشدّدت واشنطن العقوبات على كوبا بعد قمع الاحتجاجات في البلاد في تموز/يوليو 2021.

وفاقمت جائحة كوفيد الوضع، إذ حرمت الجزيرة من السياحة التي تحتاج إليها بشدة.

واليوم، تعاني كوبا من انقطاع متكرر في التيار الكهربائي، وأصبحت إدارة موقع "فاك" بمثابة صراع يومي.

وفي تشرين الأول، وصل تهديد بإغلاق المكان من السلطات التي تسعى إلى تقليل استهلاك الكهرباء. لكن الأمر لم يحدث.

ويقول ألفونسو إن "مصنع الفن" يوفر نحو 300 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وهو عبارة عن "اتحاد للشركات الخاصة" بتمويل ذاتي ومن دون رعاة، معتبرا أنه "لا يدين بأي شيء لأي شخص".

ويوضح أن "الشيء الأكثر أهمية هو أن المصنع كائن حي يعيش في كوبا، مع كل الاحتياجات والمشاكل الموجودة. لكنه لا يزال حيا ولا يزال يحاول... البقاء على قيد الحياة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم