السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

من نتفليكس- "القادم من حياتنا": غبريال يارد يعزف حياة صوفيا لورين المزدوجة

المصدر: "النهار"
شربل بكاسيني
شربل بكاسيني
صوفيا لورين في شخصية "روزا" في فيلم "القادم من حياتنا" ("القادم من حياتنا"/نتفليكس).
صوفيا لورين في شخصية "روزا" في فيلم "القادم من حياتنا" ("القادم من حياتنا"/نتفليكس).
A+ A-
نجحت منصة "نتفليكس" بتقديم نجمة العصر الذهبي للسينما صوفيا لورين مجدداً، للشاشة ولجمهورها. يُعدّ "القادم من حياتنا" (The Life Ahead)، أول فيلم طويل لها منذ العام 2009، حين قدّمت "تسعة" الذي لم يلقَ ترحيباً واسعاً، فتعود لورين اليوم، من خلال رؤية ابنها إدواردو بونتي الإخراجية.

تجسّد لورين فصولاً من سيرة "روزا" الناجية من "الهولوكوست" في ألمانيا النازية، والتي ينشأ بينها وبين مهاجر سنغالي في الثانية عشرة من عمره (ابراهيما غاي) نوع من الصداقة.
من كلاسيكيات الأدب الفرنسي المعاصر إلى الشاشة، أعادت "نتفليكس" تقديم رواية "المقبل من حياتك" (La Vie Devant Soi) للكاتب الفرنسي رومان غاري، وسط تأكيد من صناع العمل على أنّه ليس نسخة جديدة من الأفلام المقتبسة عن القصة الحائزة على جائزة "غونكور" في العام 1975.
 
("القادم من حياتنا"/نتفليكس).
 
لا يحمّل بونتي والدته الفيلم برمّته، ولا يمرّ من أمام شخصية تاجر المخدرات السنغالي "مومو" مرور الكرام، بل يحاول قدر المستطاع عبور المادّي نحو الحسّي، وملامسة نفسيته. ليس بونتي مخرجاً عبقرياً، لكنه حقيقي. تغيب التفاصيل عن بعض المشاهد فتبدو عارية إلّا من بعض العناصر التي تخدم الجوّ العام للقصة. واستطاع أن ينقل الرواية التي كرّرتها الأعمال المصوّرة حدّ الابتذال، ومُنعت من دخول إيران عقب الثورة الإسلامية، ويعطي والدته ثوباً جديداً مفصّلاً على مقاسها.
 
للبنان حصة كبيرة من الفيلم الإيطالي الدرامي، أعطته ثقلاً وزخماً، تمثّلت بتولّي المؤلف الموسيقي العالمي غبريال يارد وضع الموسيقى التصويرية للعمل، إذ قدّم 12 مقطوعة من الطراز الفخم الذي اعتادته السينما والذي بلغ ذروته في فيلم "المريض الإنكليزي"، حيث فاز يارد بجائزة أوسكار لأفضل موسيقى تصويرية دراماتيكية أصلية.
 
("القادم من حياتنا"/نتفليكس).
 
 
تنساب ألحان يارد فتعطي الصورة البُعد الدرامي المطلوب وتدعم المَشاهد وتُنقذ الموقف أحياناً، حين تبرد أحداث الفيلم، وتُضاف إلى أرشيف ابن بيروت السينمائي العالمي.
 
جميلة هي صوفيا لورين في السادسة الثمانين من عمرها. تشبه جدّاتنا، وفي مظهرها واقعية حادّة. شعرٌ أشعث ولا تكلّف وتبرّج في إطلالتها. تقدّم مشهداً صعباً، لا يُشبه الصورة البرّاقة والفاتنة التي اشتهرت بها، فتتحدى بوجهها الواجم وشفتيها، هي التي اشتهرت بـ"صاحبة عيني الهرّة". ذكاء متمرّس وكاريزما فطرية صنعا شخصية روزا - صوفيا.
 
("القادم من حياتنا"/نتفليكس).
 

كان للواقعية الخام في صياغة السيناريو وقعٌ سلبي على العمل، فجاء "القادم من حياتنا" ضعيفاً وبارداً. أُتيحت له فرصة ولم يستغلّها، إذ لم يغُص عميقاً في شخصية "روزا"، مع أنّ القصة بطبيعتها عميقة - على الصعيد السيكولوجي تحديداً - وخصبة بالمنعطفات والاختلاجات. وإذ كان على لورين أن تعيش حياة "روزا" المزدوجة، اكتفى الفيلم بمشاهد سريعة ومُبهمة، تصوّر حالة عصبية تصيب سيدة عالقة في دوامة ذكريات مشتعلة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم