السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الأميرة النائمة كريستينا أوناسيس... المال لا يشتري السعادة!

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
كريستينا أوناسيس على غلاف مجلة "نيوز ويك".
كريستينا أوناسيس على غلاف مجلة "نيوز ويك".
A+ A-
 آل أوناسيس ولعنة القدر حكاية لا تنتهي. قصتان بارزتان: الأولى عن كريستينا أوناسيس، التي عاشت وحيدة وأسيرة ثروة لم تجلب لها الحب ولا الاستقرار والثانية عن ابنة كريستينا اثينا، الوريثة الوحيدة لهذا الامبراطورية، بعد انتحار والدتها كرستينا وغياب والدها وانتحار جدتها - أو والدتها- وموت خالها بحادث وقوع طائرة و موت جدها ارسطو، المليادير، الذي شغل العالم. 
 
في الجزء الأول من المقال، ندخل معاً عالم كريستينا أوناسيس، ابنة الميليادير أرسطو أوناسيس، التي عانت من الألم الوجودي طيلة حياتها حتى أجبرتها الظروف في العام 1988، وقبل أيام قليلة من عيد ميلادها الثامن والثلاثين، على أن تنهي حياتها. ووُجدت ميّتة في حوض استحمام بنادٍ ريفيّ يقع على بعد حوالي 30 كلم من بوينس آيريس في الأرجنتين.
 
هل لجأت كريستينا أوناسيس إلى الانتحار عمداً، أم تناولت جرعة زائدة بطريقة عرضيّة؟ الجواب ما زال إلى اليوم مثار أخذ ورد.
  
 
يعود شعور العدم في حياة كريستينا أوناسيس إلى طفولتها. أصول والدها أرسطو أوناسيس غامضة نسبياً. لكن كلّما زاد ثراؤه، كلّما أحبّ أن يخبر الناس أنّه بدأ من لا شيء...
 
 
 
" عصامي"
عصامي قبل أوانه. التَهَم الحياة بشهيّة آلهة الأساطير اليونانيّة وتحكّمت به ثلاثة أمور: المال والجنس والعنف.
 
رغم ذلك، كان لا يحظى باحترام الأرستقراطيّة اليونانيّة لسلوكاته الريفيّة المبتذلة وذوقه الواضح بشراء أحذية من جلد التماسيح.
 
بفضل ثروته، تمكّن من إقناع مالك سفينة يونانيّ يُدعى ستافروس ليفانوس بزواجه من ابنته أثينا في العام 1947، عندما كان هو في سن الـ 46 عاماً وعروسه لم تتعدَّ الـ 17 عاماً، والذي أثمر ولادة كلّ من ألكسندر وكريستينا في العام 1950...
 
 
 طفولة حزينة
 
 
عاشت كريستينا طفولتها وحيدة وهي تتابع تدفّق عارضات الأزياء الرائعات إلى دارة والدها، ما جعل هذا الزواج بعيداً عن السعادة.انعكست هذه العلاقة سلباً على طفولة كلّ من ألكسندر وكريستينا.
 
هذه الصغيرة التي نشأت في فرنسا ببذخٍ لافت جدّاً، عانت وشقيقها من وحدة قاتلة، ما دفعها إلى زيارة طبيب نفسي بعد فقدانها القدرة على التعبير، ولاسيما أنّ والدتها كانت تخجل بها، ووالدها كان يقسو عليها كثيراً، ما زاد من عزلتها...
 
 
بين كالاس و كينيدي
 
 
 
لم تتحمّل الصغيرة كريستينا دخول ماريا كالاس إلى حياة أرسطو أوناسيس وزعزعة زواج والديها، ولاسيما بعد غيرة أمها، التي طلبت وبشراسة الانفصال عن زوجها، فصدر حكم في العام 1960 من قبل محكمة ولاية ألاباما.
 
تقاسمت كريستينا وألكسندر وقتهما بين والديهما أي 6 أشهر مع والدها، و6 أشهر مع والدتها، التي تزوجت على الفور من دوق إنكليزي. وواكبت مغامرات والدها بين امرأتين - ماريا كالاس وجاكي كينيدي - وهي لم تتعدَّ الـ10 أعوام، ما دفعها إلى محاولة جذب انتباه والدها، الذي لم يرتبط بكالاس بل بقي على علاقة رومانسيّة معها تسعة أعوام إلى أن صادف جاكي كينيدي، امرأة مشهورة جدّاً، ما لبث أن تزوّجها فارضاً على ابنته الوحيدة حضور زفافهما.
 
 
4 زيجات و4 حالات طلاق
لم تنجح كريستينا في زيجاتها الأربع. الأولى كانت مع سمسار عقارات يدعى جوزف بولكر، طلّقها بعد 4 أشهر، مع العلم أنّ والدها أرسطو كان معارضاً هذه العلاقة منذ بدايتها.
 
تزامن هذا الزواج السريع مع بداية تدهور حقيقي للأحلام الضائعة، التي بدأت تتراكم مع وفاة شقيقها ألكسندر في حادث تحطم طائرة في العام 1973 وانتحار والدتها بعد عام تحديداً، بعد تناولها جرعة زائدة، لينضمّ والدها إلى قافلة الموت في العام 1975 بعد إصابته بالتهاب رئوي حادّ.
 
قبل عرض زيجاتها الأخرى، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ كريستينا لم ترث إلّا نصف ثروة والدها، التي كانت تُقدّر بمليار دولار، لأنّ جاكي كنيدي قرّرت مقاضاة ابنة زوجها مطالبة براتب تقاعديّ وعدها زوجها به وقدره 250 ألف دولار سنوياً.
 
 
 
استمرّت حياة كريستينا في عقد زيجات فاشلة بدءاً من اقترانها لـ 14 شهراً من ألكسندر أنديرديس، يونانيّ الجذور وصاحب ثروة طائلة جدّاً، إلى أن عادت في العام 1984 للزواج من الفرنسيّ تيري روسيل ورزقا بابنتهما أثينا. لم يستمرّ الزواج بسبب خيانات الزوج المتكررة، ما دفع الثنائي إلى الطلاق، إلى أن تزوجت للمرة الرابعة من دون جدوى...
 
أيقنت كريستينا واقعاً مريراً مفاده أنّها لم تكن مرتاحة مع ذاتها، ما زاد من شعورها بالوحدة، رغم أنها كانت تعتمد على دعم صديقتها المقرّبة مارينا دوديرو، التي أدار زوجها ثروة أوناسيس.
 
  
 
عانت من مشكلة السمنة قبل أن تتمكن من تخفيف وزنها ليُعثر عليها بعد مرور بضعة أيام ميتة في غرفتها في الفندق، وحكي كثيراً عن مجازفتها في الافراط باستعمال الكبسولات الخاصة بالتنحيف.
 
بقيت أثينا البالغة من العمر ثلاث سنوات، لترث ثروة هائلة في ظلّ مفارقة مأسوية: غياب والدها ووفاة أمها...
 
Twitter :@rosettefadel
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم