وقف إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي يحرج "حماس" وإيران ولكن...

دوليات 03-05-2024 | 16:15

وقف إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي يحرج "حماس" وإيران ولكن...

وقف إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي يحرج "حماس" وإيران ولكن...
دبابة إسرائيلية على حدود القطاع (2 أيار 2024 - أ ف ب)
Smaller Bigger

قدّم الديبلوماسيّ الأميركي المخضرم دينيس روس ومدير مشروع كوريت للعلاقات العربية الإسرائيلية ديفيد ماكوفسكي، مقاربة لحلّ موقت للحرب في غزة، عمادها أن تعلن إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد في حال فشلت المفاوضات في مصر. وبرأيهما أن ذلك سيؤسس لمرحلة جديدة، ويقلب الطاولة على "حماس" وإيران ويعزز مسار التطبيع مع المملكة العربية السعودية.

طرح الثنائي جاء في مقال مطوّل نشراه في صحيفة "الفورين أفيرز" بعنوان: "لماذا يجب على إسرائيل أن تعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد في غزة؟".

وللإجابة عن السؤال الإشكالية، بدأ روس وماكوفسكي بعرض شامل للواقع الحالي، بدءاً من الهجوم الإيراني "غير المسبوق" على إسرائيل. وأكدا أن هذا الحدث من خلال مساعدة الدول الغربية و"مساهمة غير مسبوقة من بعض الدول العربية مثل الأردن التي شاركت باعتراض الصواريخ والمسيّرات الإيرانية الى السعودية والإمارات التي قدّمت معلومات استخباراتية"، جعلت إسرائيل تدرك "أن أفضل طريقة للتعامل مع التهديد الذي تشكله إيران مع وكلائها هو العمل ضمن تحالف. وهذا أيضاً لم يسبق له مثيل، إن فكرة اجتماع الأميركيين والأوروبيين والعرب للمساعدة في اعتراض المسيّرات وصواريخ كروز التي أطلقتها إيران ضد إسرائيل، بدت في الماضي القريب وكأنها خيال وغير مرغوب فيها بالنسبة لإسرائيل".

ويشير المقال، الى أن "الاستعداد الذي أبدته الدول العربية في نيسان للانضمام إلى إسرائيل في مواجهة التهديد الذي تشكله إيران ووكلاؤها، إلى أن النافذة قد فتحت لإنشاء تحالف إقليمي يتبع استراتيجية مشتركة لمواجهة إيران ووكلائها".

ولكن للاستفادة من هذا الانفتاح، برأي الكاتبين، فإنه يتعين على إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية، خصوصاً المملكة العربية السعودية، "اغتنام هذه اللحظة الفريدة". لأن تحقيق اختراق بوساطة الولايات المتحدة في اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية من شأنه أن "يفعل الكثير لتعزيز هذا التحالف الناشئ". ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى "تحوّل في علاقة إسرائيل مع الدول الأخرى ذات الأغلبية السنية داخل وخارج الشرق الأوسط".

ويلفت كاتبا المقال، إلى أن إدارة بايدن تعتقد أن القتال في غزة يجب أن يتوقف مؤقتا قبل أن تتمكن المفاوضات حول التطبيع من المضي قدماً. وفي حال عدم نجاح مفاوضات القاهرة يتعين على إدارة بايدن أن "تلجأ إلى البديل الواقعي الوحيد" وهو تشجيع إسرائيل على "إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد في غزة لمدة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع".

ويقرّ روس وزميله ماكوفسكي، بأن وقف إطلاق النار من جانب واحد سوف يكون موضع جدل في إسرائيل، "لأنه يفصل بين وقف القتال في غزة عن إطلاق سراح الرهائن"، ولأنه قد يبدو من جهة ثانية "وكأنه تنازل عن شيء ما لحماس مقابل لا شيء". لكن هذا القرار من شأنه "أن يوفر لإسرائيل العديد من الفوائد الاستراتيجية مع القليل من العوائق المادية".

ويبني الكاتبان فرضيتهما، على استماع إسرائيل للرأي الأميركي بعدم الردّ بشكل واسع على الهجوم الإيراني، "يظهر أنها منفتحة على الطرح الأميركي وأن واقعاً جديداً ربما يتشكل داخل إسرائيل".  

 
 
صواريخ صدام حسين وأولوية التحالف
 

كما أنهما يعودان بالزمن الى عام 1991 عندما استجاب رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحاق شامير الى طلب الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش ووزير خارجيته جيمس بيكر بعدم الردّ على صواريخ صدام حسين لحسابات أميركية تتعلق بمسار الحرب والتحالف الذي شكلته مع الدول العربية، وحذّرت حينها من أن أي ردّ اسرائيلي، وهو ما كانت بصدد القيام به، فإنها تخاطر بتعطيل التحالف الذي يقاتل العراق. خصوصاً وأن صدام كان يريد تحويل الصراع إلى حرب عربية إسرائيلية.

ويشيران إلى الفوارق بين اليوم وعام 1991، ومنها أن الولايات المتحدة ليست بحالة حرب مع إيران، إضافة الى أن إسرائيل لم تكن في خضم حرب أخرى، كما هي الحال اليوم في غزة. و"على النقيض من اليوم، لم تكن إسرائيل تتعامل أيضاً مع جبهة شمالية متوترة مع حزب الله يمكن أن تتصاعد بسهولة إلى صراع شامل".

وبعد الاستطراد في هذه المقارنة، يخلص كاتبا المقال المخضرمين في سياسة الشرق الأوسط، الى أن الرئيس الأميركي جو بايدن، يدرك أن "السعوديين يحتاجون إلى تقدم سياسي ذي مصداقية للفلسطينيين من أجل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق التطبيع"، بالمقابل يتعيّن على نتنياهو أن "يأخذ على عاتقه الجزء من قاعدته السياسية التي تعارض بشدة قيام الدولة الفلسطينية".

ويقران في الوقت عينه، أن مثل هذه الخطوة سيكون "من الصعب سياسياً على نتنياهو القيام بها"، وأنه من المرجح أن يجادل بأن التوقف الموقت من شأنه أن يخفف الضغط العسكري عن "حماس". لكنهما يعتبران أن الهجوم على رفح يتطلب نقل ما يقارب مليون ونصف مليون فلسطيني الى أماكن آمنه مع تأمين كافة المستلزمات الإنسانية لهم، وهذا بدوره يستغرق وقتاّ قد يزيد عن ستة أسابيع.

وبرأيهما، أنه في ضوء هذه الحقائق، ينبغي "على إسرائيل أن تخلق من الضرورة فضيلة"، لأن وقف إطلاق النار يسمح للمنظمات الدولية تخفيف الأوضاع في غزة و"معالجة مخاوف العالم بشأن المجاعة هناك". كما من شأنه أن "يعيد تركيز انتباه العالم على تعنت حماس ومحنة الرهائن الإسرائيليين"، وتغيير الجوّ العالمي المشكك بالرواية الإسرائيلية، و"يقلل الضغط عليها لإنهاء الحرب دون قيد أو شرط".

 
 
خلق من الأزمة فرصة قد لا تتكرر
 

وعن موقف الأحزاب المتطرفة داخل حكومة نتنياهو، ومعارضة الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير أي وقف لإطلاق النار من جانب واحد، يقول روس وماكوفسكي إن "أهدافهما الحربية ليست مثل أهداف نتنياهو أو الجمهور الإسرائيلي"، لكن في المرحلة المقبلة يتعين على نتنياهو الاختيار بين بايدن وبن غفير.

ويشرحان، أن إدارة بايدن، ترى في "الدور الذي لعبته الدول العربية في المساعدة في الدفاع عن إسرائيل ضد الهجوم الإيراني تطوراً جديداً ملموساً يحتاج إلى متابعة سريعة". وأن هذا يظهر "أن الحقائق القائمة منذ زمن طويل في الشرق الأوسط من الممكن أن تتغير". ما جعل إيران الآن في "موقف ضعيف، وأمام إسرائيل فرصة سانحة في عام بالغ الصعوبة".

ويختم الديبلوماسي الأميركي وزميله الباحث مقالهما بالتأكيد أنه "لدى بايدن مصلحة قوية في إظهار قدرته على تحمل الحرب بين إسرائيل وحماس والفوضى التي خلقها وكلاء إيران وصياغة شرق أوسط أكثر استقراراً وأملاً". وأن هذه اللحظة مؤاتية لذلك لكن ليس معلوماً كم من الوقت سوف تستمر.

 
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/25/2025 1:09:00 PM
تأتي هذه الخطوة في وقت تعاني فيه العديد من المدارس السورية نقصاً حاداً في المقاعد الدراسية
اقتصاد وأعمال 10/28/2025 10:49:00 AM
يعطي المدعي العام المالي القاضي ماهر شعيتو عناية خاصة لملف المبالغ المستعادة ومتابعة كل تفاصيله.
النهار تتحقق 10/28/2025 1:58:00 PM
أثارت الصورة تساؤلات عن صحتها، خصوصاً انه ليس من المألوف ظهور رئيس البرلمان اللبناني بالدشداشة والشبشب. 
لبنان 10/27/2025 8:02:00 PM
أثار خبر مقتل الشاب إيليو أبو حنا برصاص فلسطيني في مخيم شاتيلا عضباً لبنانياً كبيراً.