الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

"حرب الظلّ" تخرج إلى الضوء... الشرق الأوسط على حافّة هاوية عميقة للغاية

المصدر: "النهار"
عرض عسكريّ في طهران احتفالاً بيوم الجيش (17 نيسان 2024 – أ ف ب)
عرض عسكريّ في طهران احتفالاً بيوم الجيش (17 نيسان 2024 – أ ف ب)
A+ A-

أربعة من أقلام الـ"نيويورك تايمز" تشاركت في كتابة مقال عن الردّ الإسرائيليّ على الهجوم الإيرانيّ.

وتحت عنوان "إسرائيل تدرس الردّ على الهجوم الإيرانيّ، وكلّ خيار ينطوي على مخاطرة"، توزّعت مصادر المعلومات من خلال، رونين بيرغمان من تل أبيب، وإيزابيل كيرشنر من القدس، وجوليان إي. بارنز من واشنطن، وراسل غولدمان من نيويورك.

ينطلق مقال الصحيفة الأميركية، من أنّ حكومة الحرب الإسرائيلية تناقش مجموعة خيارات للردّ على الهجوم الإيرانيّ، ويمكن أن تردع الهجمات المستقبلية أو تهدئة الأعمال العدائية، و"لكنّ جميعها تحمل عيوبها".

وأنّ هذا الهجوم غير المسبوق، أدّى إلى تغيير القواعد غير المعلنة في "حرب الظلّ الطويلة الأمد بين الخصمين اللدودين". وبالتالي الحسابات التي تقرّر إسرائيل من خلالها خطوتها التالية قد تغيّرت أيضاً.

إضافة إلى أنّ القادة الإسرائيليين يبحثون في "مجموعة من الخيارات المدروسة بدقّة"، لتحقيق نتائج استراتيجية مختلفة: ردع هجوم مماثل في المستقبل، واسترضاء حلفائهم الأميركيين وتجنّب حرب شاملة. كما نقلت عن مسؤولين إسرائيليين طلبوا عدم الكشف عن هويّاتهم.

وبرأي محللين، أنّ إيران رأت في الهجوم، الذي استهدف مبنى تابع للقنصلية في دمشق، "انتهاكاً إسرائيلياً لأعراف حرب الظلّ، وشعرت بأنّها مضطرّة للانتقام بقوة، من أجل تحقيق الردع والحفاظ على المصداقية مع وكلائها ومؤيّديها المتشدّدين".

أحد الصواريخ الباليستيّة الإيرانيّة الذي سقط في إسرائيل (أ ف ب) 
 

ويتابع كتّاب المقال، أنّ بعض المسؤولين يلخّصون النقاش الإسرائيلي الداخلي، بأنّ "إسرائيل لا تريد أن تستنتج إيران أنّ بإمكانها الآن مهاجمة الأراضي الإسرائيلية ردّاً على ضربة إسرائيلية على المصالح الإيرانية في دولة ثالثة". لكنّ إسرائيل "لا تريد ولا تستطيع كذلك تحمّل صراع كبير مع إيران"، بينما لا تزال تخوض حرباً في غزة وتشتبك مع وكلاء إيران على طول حدودها.

وفي الوقت ذاته، بحسب المسؤولين، فإنّ أعضاء حكومة الحرب المصغّرة و"لكن المنقسمة" في إسرائيل يدرسون خيارات كبيرة بما يكفي، لإرسال رسالة واضحة إلى إيران مفادها أنّ مثل هذه الهجمات لن تمرّ دون ردّ، ولكنّها "ليست كبيرة لدرجة إطلاق شرارة تصعيد كبير".

وتعرض الـ"نيويورك تايمز" لخيارات الردّ المطروحة أمام القادة الإسرائيليين مع سلبياتها، وهي على الشكل الآتي:  

1- القيام بضربة قوية على هدف إيراني، مثل قاعدة للحرس الثوري، في بلد آخر غير إيران كسوريا. والعيب فيها افتقارها إلى التماثل في الردّ على الهجوم الإيرانيّ المباشر.

2- ضرب هدف رمزيّ داخل إيران. إنّما هذه الخطوة تتطلّب التشاور مع الولايات المتحدة، وقد تخاطر بإثارة غضب الأميركيين الذين نصحوا بعدم القيام بمثل هذه الضربة.

3- شنّ هجوم إلكترونيّ على البنية التحتية لإيران. لكنّ هذا من شأنه أن يفضح قدرات إسرائيل السيبرانية قبل الأوان، ولن يكون بمثابة ردّ فعل جديّ على غارة جوية كبيرة.

4- تسريع الهجمات الصغيرة داخل إيران، بما في ذلك الاغتيالات، التي ينفّذها الموساد. وعادة لا تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن مثل هذه الهجمات، لذا فهي لا تتوافق مع الطبيعة العامة للضربة الإيرانيّة.

 

لكن بحسب مصادر الصحيفة عينها، فإنّه بالنسبة إلى مسؤولين آخرين، من الخيارات الإسرائيلية الأخرى، "عدم القيام بأيّ شيء". وهو إجراء يهدف إلى الاستفادة من التحالف الدولي والإقليمي الذي اجتمع للمساعدة في صدّ الهجوم الإيراني، و"تحويله إلى شيء أكثر صلابة واستدامة"، أو اعتماد نهج "أكثر ديبلوماسية"، بما في ذلك مقاطعة إيران من قبل مجلس الأمن.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين، أنّ مناقشات مجلس الوزراء الحربي "تمزّقها المنافسات القديمة وانعدام الثقة". ويتشارك أعضاؤها "تاريخاً من المنافسة الشرسة بالإضافة إلى الخيانة الشخصية والسياسية".

ووفقاً لرواية اثنين من المسؤولين، فإنّ المؤيدين الرئيسيين للانتقام الفوري هم بيني غانتس وغادي آيزنكوت، وهما قائدان عسكريان سابقان وحليفان سياسيان وسطيّان الآن عبرا الخطوط البرلمانية للانضمام إلى الحكومة لصالح الوحدة الوطنية بعد هجوم "حماس".

ولكن لأسباب "لا تزال غير واضحة، لم يتمّ تنفيذ أيّ ضربة يوم الأحد بعد الهجوم الإيرانيّ".

وقال مسؤولون أميركيون إنّ "هجوماً سرّياً" من جانب إسرائيل ضدّ إيران لن يكون على الأرجح "كافياً لإرضاء شركاء نتنياهو في الائتلاف أو الحكومة الإسرائيلية الحالية". وأنّه إذا أدّى هذا الهجوم المضادّ إلى إطلاق جولة أخرى من الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، فإن الطائرات الحربيّة والسفن البحرية الأميركية ستأتي مرّة أخرى للدفاع عن حليفتها ضدّ خصمها الرئيسي في الشرق الأوسط.

رئيس الأركان الإسرائيليّ هرتسي هاليفي في قاعدة نيفاتيم الجوّية في النقب (15 نيسان 2024 – أ ف ب)

ويتابع المقال، أنّه بينما تواجه إسرائيل ضغوطاً من حلفائها لتجنُّب صراع أوسع مع إيران، فمن جهة أخرى تحثّ العديد من الدول، بما في ذلك روسيا والصين واليابان، إيران على تجنب المزيد من التصعيد.

وأشارت صحيفة الـ "نيويورك تايمز" إلى موقف وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، ودعمها الجهود الديبلوماسية للضغط على إيران، بما في ذلك فرض عقوبات أكثر صرامة. ونقلت عن مسؤول في وزارة الخزانة أن الإدارة في واشنطن تدرس سبل فرض المزيد من القيود على صادرات النفط الإيرانية، ومنع وصول إيران إلى الوسائل العسكرية التي تستخدمها لصنع المسيّرات.

مسألة فرض العقوبات، تقول الـ"نيويورك تايمز" يتشاركها أيضاً الاتّحاد الأوروبي الذي يدرس توسيع العقوبات الاقتصادية ضدّ برنامج الأسلحة الإيرانيّ، لمنع أيّ تصعيد للعنف في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وتقتبس الصحيفة، ختاماً، عن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "لا أحاول المبالغة عندما أقول إنّنا في الشرق الأوسط على حافة هاوية عميقة للغاية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم