هل تريد الصين عالماً بلا نظام؟

في آذار ومع نهاية زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو، وقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على باب الكرملين لتوديع صديقه، وقال شي لنظيره الروسي إنه "في الوقت الحالي ستطرأ تغييرات لم نشهد مثلها منذ 100 عام، ونحن من نقود هذه التغييرات معاً"، فأجاب بوتين مبتسماً "أوافقك الرأي".كانت اللهجة الطاغية غير رسمية لكن هذا الحديث لم يكن مرتجلاً، وأصبحت عبارة "تغييرات لم نشهد مثلها منذ قرن من الزمان" من شعارات شي المفضّلة منذ أن صاغها في كانون الأول عام 2017. ورغم أنها تبدو عبارة "عامة"، متفلتة من الخطاب الديبلوماسي بين رئيسين، فإنها تلخص بدقة طريقة التفكير الصينية المعاصرة في النظام العالمي الناشئ، أو بالأحرى "اللانظام".على الطريقة الداروينية تستعدّ الصين لدخول العالم مرحلة جديدة من اللانظام، هي التي تدفع نحو تكريس نظام تعدّد الأقطاب الذي تحكمه الفوضوية في ربط النزاعات على قاعدة القطب الأقوى هو من يقرّر. فالداروينية الاجتماعية هي من نظريات المجتمع المختلفة التي ظهرت في المملكة المتحدة وأميركا الشمالية وأوروبا الغربية في سبعينيات القرن التاسع عشر، وتدّعي تطبيق المفاهيم البيولوجية للانتخاب الطبيعي والبقاء للأصلح على علم الاجتماع السياسي. ويجادل الداروينيون الاجتماعيون بأن من شأن القوي أن يرى ثروته وقوته تتزايدان، بينما من شأن الضعيف أن يراهما تتناقصان.ففي عام 2021، على سبيل المثال، نشر "مركز...