الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

كيف يمكن لليمين المتطرف الفوز برئاسة فرنسا؟

المصدر: "النهار"
صورة مركّبة للمرشحين عن اليمين المتطرف إلى الانتخابات الرئاسية إريك زيمور ومارين لوبان - "أ ف ب"
صورة مركّبة للمرشحين عن اليمين المتطرف إلى الانتخابات الرئاسية إريك زيمور ومارين لوبان - "أ ف ب"
A+ A-

رسم الباحث في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" باول زيركا ما وصفه بأنه "السيناريو ألأكثر إثارة للرعب" حيث يمكن اليمين المتطرف الوصول إلى الإليزيه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وكتب أنه وفقاً لمعظم استطلاعات الرأي، بإمكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتماد على دعم واحد من بين أربعة فرنسيين. في فرنسا، يعد هذا الأمر إنجازاً كبيراً بالنسبة إلى شاغل منصب الرئاسة.

في الجولة الثانية من الانتخابات، من المرجح أن يواجه ماكرون مرشحاً من اليمين المتطرف ويهزمه. في 2017، نجح ماكرون في تلقي دعم يسار ويمين الوسط. ساعده في ذلك واقع أن أحداً من منافسيه الأساسيين كان يهدف إلى كسب الوسط. لكن خلال رئاسته، تراجعت شعبية ماكرون كثيراً بين الناخبين اليسار بسبب سياساته وقد يكون بحاجة الآن للاعتماد على ناخبي اليمين أكثر مما فعل منذ خمسة أعوام.

وتابع الكاتب أن شعبية ماكرون الحالية في استطلاعات الرأي قد تواجه معاناة إضافية بمجرد اختيار "الجمهوريين" من اليمين الوسط مرشحهم خلال الانتخابات التمهيدية في أوائل كانون الأول المقبل. مع خسائر محتملة بين اليمين، قد يجد ماكرون صعوبة في تعويضها عبر ناخبين من اليسار، حتى لو بقي الأخير منقسماً ومفتقداً لأي فرصة جدية كي يوصل أحد مرشحيه إلى الجولة الثانية. قد يتغيّر ذلك في حال وحّدت أحزاب اليسار قواها وهو أمر مستبعد.

حتى أشهر قليلة خلت، سادت الحكمة التقليدية القائلة إن زعيمة "التجمع الوطني" مارين لوبان هي التي ستتأهل إلى الجولة الثانية من الانتخابات حيث من شبه المؤكد أن تخسر أمام ماكرون. لم يتوقع أي استطلاع رأي فوزها، وإن كان البعض قد وضعها على بعد نقاط مئوية قليلة من الرئيس الفرنسي. لكن الإطار قد تغير.

منذ آب، برز منافس جديد بين أوساط اليمين المتطرف وهو إريك زيمور الذي وصف الكاتب بـ"الإسلاموفوبي" (يعاني من رهاب الإسلام) والـ"ميزوجيني" (كاره النساء). ليس زيمور مرشحاً رسمياً لكنه قلل من شعبية لوبان في استطلاعات الرأي. بإمكان كليهما توقع 15 إلى 17% من نسبة التصويت.

يضع زيركا احتمال إنهاء زيمور ولوبان بعضهما بعضاً فيمنعان اليمين المتطرف من التمثيل في الجولة النهائية من الانتخابات. لكن "السيناريو الأكثر ترويعاً بكثير" الذي يمكن دراسته هو إمكانية وصولهما معاً إلى المرحلة النهائية.

قد يحصل ذلك إذا لم يستطع ناخبو اليمين اتخاذ قرار بين دعم ماكرون أو مرشح الجمهوريين بينما صوّت عدد قليل جداً من اليسار لصالح ماكرون. ويمكن أن يتحقق ذلك أيضاً إذا تحرك ناخبو اليمين بشكل أكثر حسماً نحو اليمين المتطرف. قد يفسر ذلك سبب توقع استطلاعات الرأي الأحدث دعماً قوياً بين الناخبين اليسار لماكرون حتى في الجولة الأولى من الانتخابات.

ويضيف زيركا ما يسميه "حاجز حماية" إضافي ضد هذه النتيجة "غير المرحّب بها". تمنع القوانين الفرنسية نشر استطلاعات الخروج بالتوازي مع استمرار عملية التصويت. لكن منصات إعلامية في بلجيكا وسويسرا تفعل ذلك على أي حال. يسمح هذا الأمر للناخبين الأكثر تردداً بالتحرك في الدقيقة الأخيرة والتصويت لمن يعتبرونه "أهون الشرين".

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم