الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

أشهُر حرجة أمام خطّة بايدن للمناخ: المتاعب تتراكم وشعبيّته تتراجع

المصدر: "النهار"
شربل بكاسيني
شربل بكاسيني
الرئيس الأميركي جو بايدن شارحاً تفاصيل قانون البنية التحتية في قاعة المحكمة الجنوبية بالبيت الأبيض (14 كانون الثاني 2022- أ ف ب).
الرئيس الأميركي جو بايدن شارحاً تفاصيل قانون البنية التحتية في قاعة المحكمة الجنوبية بالبيت الأبيض (14 كانون الثاني 2022- أ ف ب).
A+ A-

لم يستطع الرئيس الأميركي جو بايدن إقناع الكونغرس بتمرير تشريعات مناخية رئيسية في عام 2021، ويبدو أنّ خططه لخفض التلوّث الناتج عن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض في أميركا قد تواجه مساراً أكثر صعوبة هذا العام.

حقّقت الإدارة الأميركية تقدّماً ملموساً في شأن التغيّر المناخي خلال العام الأول من ولاية بايدن. غير أنّ البيت الأبيض لم يتحرّك بالسرعة الكافية لتحقيق عدد من التزاماته المناخية التي تعهّد بها خلال حملته الانتخابية. تراجعت شعبية الرئيس إلى نحو 40 في المئة، ولامس رصيده السياسي الحضيض.

أفاد استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك الأربعاء بأنّ معدّل شعبيته يبلغ فقط 33 في المئة، علماً بأنّ غالبية الاستطلاعات الأخرى تعطيه هامش ثقة يناهز 42 في المئة.

 


في النصف الثاني من كانون الأول 2021، تعرّض مشروع بايدن الطَموح لنكسة مدوّية تمثّلت برفض السناتور الديموقراطي جو مانشين دعم الخطّة الاستثمارية "إعادة البناء بشكل أفضل" البالغة قيمتها 1,75 تريليون دولار، التي عوّلت إدارة بايدن عليها لتحصين واشنطن في مواجهة تحدّيات القرن، كالاحترار المناخي (عبر التحوّل إلى الطاقة النظيفة بشكل رئيسي) والمنافسة الصينية ومكافحة وباء كوفيد-19 والمعركة من أجل الحقوق المدنية.

أمضى المعسكر الديموقراطي أسابيع في محاولة حشد التأييد للمشروع الذي اعتبره أولوية تشريعية، بعد أن أقرّه مجلس النواب في تشرين الثاني، ومع ذلك، تلقّى ضربة قاصمة وبقي مستقبله ضبابياً، فيما يرى خبراء أنّ الحوافز الضريبية البالغة 555 مليار دولار على الطاقة النظيفة التي تتضمّنها الفاتورة الأميركية حالياً ستكون ضرورية لتحقيق هدف بايدن المتمثّل في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري هذا العقد بنسبة 50 في المئة على الأقلّ من مستويات عام 2005.

تعهّد الديموقراطيون بالمضيّ قدماً في تنفيذ حزمة الإصلاحات المناخية، لكنّ المفاوضات تتّجه إلى "خانة اليك" مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي.
 

 

واقع الحال أنّ الديموقراطيين لا يسيطرون سوى على 50 صوتاً في مجلس الشيوخ، يضاف إليها صوت نائبة الرئيس كامالا هاريس، مقابل 50 للجمهوريين. فمن دون السيناتورين كيرستن سنيما (أريزونا) وجو مانشين (وست فيرجينيا) اللذين يعرقلان مشروع الإصلاح الانتخابي، يبقى هامش المناورة محكوماً بالفشل.


إذا صحّت التوقّعات وفاز الجمهوريون ‒ الذين يعارضون بالإجماع الحزمة ‒ بغالبية أصوات أحد مجلسي الكونغرس أو كليهما، يصبح بايدن مكبّلاً ومشاريعه حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتالياً، ستضمحلّ احتمالات تمرير التشريع المناخي.

يرى كبير المستشارين السابقين للرئيس باراك أوباما ومؤسِّس "مركز التقدّم الأميركي" ذو الميول اليسارية جون بوديستا أنّه إذا لم تتمكّن إدارة بايدن من تحقيق أيّ تقدّم "نكون قد فشلنا. تكون البلاد قد فشلت في اختبار المناخ".

أشاد بوديستا بإدارة بايدن لجعلها الاحتباس الحراري أولوية، وإنشاء مكتب في البيت الأبيض لسياسة المناخ المحلية، وتعيين مبعوث دولي للمناخ لإعادة تأكيد قيادة الولايات المتحدة على الساحة العالمية، والسعي نحو التحوّل إلى الطاقة النظيفة، لكنّه أشار اليوم إلى أنّ "فيزياء تغيّر المناخ لا ترحم".
 
 
سجّل الكوكب بالفعل متوسّط درجة حرارة أعلى، راوح بين 1,1 و1,2 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية (1850-1900)، علماً بأنّ هدف اتفاق باريس للمناخ (2015) قضى بحصر الاحترار بدرجتين مئويتين وبـ1,5 درجة مئوية إذا أمكن.

في تشرين الثاني 2021، تعهّدت نحو 200 دولة في قمّة "كوب 26" للمناخ التي عُقدت في غلاسكو تسريع وتيرة المعركة ضدّ ارتفاع درجات الحرارة. كذلك تعهّد بايدن بخفض واشنطن انبعاثاتها بنسبة 50 في المئة على الأقلّ دون مستويات عام 2005 بحلول نهاية العقد. "نجتمع والتاريخ يراقبنا. كلّ يوم نماطل فيه، تزداد كلفة التقاعس"، قال رئيس أكبر قوّة ملوّثة في العالم من الناحية التاريخية، "فلتكن إذن هذه اللحظة التي نستجيب فيها لنداء التاريخ، هنا في غلاسكو".

في السياق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمس" عن العضو المنتدب لشركة "كلير فيو" ومقرّها واشنطن، كيفن بوك قوله: "بموضوعية، قدّم (بايدن) وعوداً أكثر من اللازم وأنجز أقلّ من اللازم".


 حرص بايدن الجمعة على الإشادة بنجاح خطّة البنى التحتية الضخمة، بينما عُرضت خلفه صور لجسور متداعية. قال من البيت الأبيض: "يجري الحديث كثيراً عن الخيبة في مواجهة أمور لم نتمكّن من تحقيقها، وأضيف أننا سننجح في إنجاز كثير منها. لكن هذا الأمر، لقد قمنا به".


كتبت الصحافية أوريليا إند في وكالة الصحافة الفرنسية عن حظوظ بايدن: "سيطرته على الكونغرس ضئيلة جدّاً وسيكون عليه التعامل مع محكمة عليا باتت محافظة جداً بسبب التعيينات التي قام بها ترامب".

في انتظار مؤتمره الصحافي الرسمي الأربعاء، عشيّة الذكرى الأولى لتنصيبه رئيساً، تبقى وعود الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي بـ"برنامج لا ينتهي خلال سنة"، معلّقة، فيما يفقد الرئيس الديموقراطي الوقت وأدوات المكافحة.

*الصور من العاصفة الأخيرة التي ضربت واشنطن (فرانس برس)

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم