12-04-2022 | 16:29

عمدة كييف فيتالي كليتشكو... الملاكم الأسطوري يتحدى الحرب لـ"ينقذ حياة الأوكرانيّين" (فيديو وصور)

عمدة كييف فيتالي كليتشكو... الملاكم الأسطوري يتحدى الحرب لـ"ينقذ حياة الأوكرانيّين" (فيديو وصور)
Smaller Bigger
تتوقف سيارة الـ"اس يو في" السوداء امام خراب. مبنى سكني اصيب بأضرار بالغة. ترام محطم. ودماء غطت الرصيف.
 
قبل نحو ساعة فقط، ضربت غارة يشتبه في أنها روسية، هذه المنطقة السكنية في العاصمة الأوكرانية كييف. نزل فيتالي كليتشكو، عمدة كييف، من سيارته، ومرّ تحت شريط أحمر وأبيض وضع لإبعاد المدنيين عن الموقع. بالنسبة الى رئيس بلدية في زمن الحرب في مدينة تحت الحصار، كانت هذه المحطة مألوفة للغاية، وفقا لتقرير لصحيفة "واشنطن بوست". 
 
 
قبل عقد من الزمن، اشتهر فيتالي كليتشكو بكونه ملاكما أسطوريا وبطل العالم للوزن الثقيل. كان لقبه دكتور آيرونفيست (دكتور القبضة الفولاذية)، وذلك في إشارة إلى الدكتوراه التي حصل عليها في علوم الرياضة، والى "يديه بحجم صحون الطعام". 
 
اليوم يبرز بطل العالم السابق كشخصية كبيرة في الحرب الروسية في أوكرانيا. وقد استبدل سترة عمدة مدينة كييف ببذلة عسكرية مرقطة لتنظيم الدفاع عن مدينته وسكانها البالغ عددهم 3 ملايين نسمة.

في 10 شباط 2022، قال الملاكم السابق لوكالة فرانس برس "أتدرب طوال الوقت، أتدرب كضابط سابق ورئيس الدفاع الإقليمي (...) أعرف كيف أطلق النار بالأسلحة كافة تقريبا".
 
ومع تعدي القوات الروسية على العاصمة كييف، زار عمدتها مواقع الهجمات فور وقوعها. طمأن الناجين، واستقبل أول المستجيبين. كان ضيفًا في زفاف لدى قوات دفاع الإقليم. عرض جولاته في أنحاء المدينة عبر موقع إنستغرام، معربًا عن غضبه من الاعتداءات الروسية على المدنيين.
 
وخلال زيارة لضاحية بوتشا بعد أيام قليلة من تحريرها من القوات الروسية، حيث كانت الجثث ما زالت ملقاة في الشوارع، أعلن أن ما شاهده هناك يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، على ما تورد "واشنطن بوست".
 
 
 
 
في مقابلة أجريت معه أخيرا، قال كليتشكو: "أولويتي كعميد لمدينتي: إنقاذ حياة مواطني مدينتنا". والبقاء في العاصمة "لم يكن قرارًا كبيرًا"، بل إنجازًا لـ"مهمة". "أنا موجود الآن، في كل مكان"، على ما اضاف. 
 
ولد كليتشكو عام 1971 في قيرغيزستان، والده طيار في سلاح الجو من الحقبة السوفياتية. بدأ وشقيقه الأصغر فلاديمير الملاكمة عندما كانا ولدين. ثم صعدا إلى النجومية ليصبحا اثنين من أكثر الملاكمين الأسطوريين في العالم. ومع ذلك، لم يتواجها أبدًا في الحلبة، كخصمين محترفين، وفاءً بوعد قطعاه لأمهما.
 
حتى عندما حصلا على ألقاب ثقيلة، تابعا تعليمهما وحصلا على شهادات عليا. في النهاية، اختار فيتالي كليتشكو التزام العيش في كييف وخوض تجربة في العمل الحكومي. في السياسة، كما هو الحال في حلبة الملاكمة، يُعرف بارتباكه الطفيف. حتى معجبيه يعترفون بأنه يميل إلى فقدان مسار أفكاره أو التحدث بجمل مرجوجة وغير مكتملة. وقد تمت مشاركة بعض أخطائه على نطاق واسع على أنها ميمات ساخرة.
 
ومع ذلك، برز كليتشكو كشخصية جادة في السياسة الأوكرانية، حيث أسس حزبًا يعرف باسم التحالف الديموقراطي الأوكراني من أجل الإصلاح. وعام 2012، فاز بمقعد في البرلمان. وتقاعد رسميًا من الملاكمة  عام 2013، وترقى كقائد في حركة الاحتجاج الضخمة التي بدأت ردًا على قرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش برفض اتفاقية أوروبية والانضمام بدلاً من ذلك إلى روسيا. شكلت الحركة المعروفة الآن باسم ميدان أو ثورة الكرامة، نقطة تحول في التاريخ الأوكراني، ودفعت إلى إعادة صياغة النظام السياسي في البلاد، على ما تورد "واشنطن بوست". 
 
أ ف ب
في البداية استخدم كليتشكو الزخم في محاولة للوصول الى منصب رئيس البلاد. لكن عندما انسحب لدعم بيترو بوروشينكو، أعاد تركيز عينيه على منصب عمدة. وهو يدير كييف منذ 2014.
 
في وقت سابق من هذا العام، وجد نفسه في مواجهة أكبر معاركه وأكثر قتال غير متوقع حتى الآن. وعلى الرغم من التحذيرات، لم يعتقد أبدًا أن غزوًا روسيًا سيحدث، مفسرًا حشد القوات حول الحدود الأوكرانية هذا الشتاء بأنه أكثر بقليل من استعراض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعضلاته. ثم في 24 شباط، استيقظت العاصمة على وابل من الانفجارات.
 
 
 
 
طوال شهر آذار، تعرضت المدن المحيطة بكييف للقصف بلا هوادة من قبل القوات الروسية المتقدمة. وقتل مدنيون. في العاصمة، أطلقت صفارات الإنذار للتحذير من غارات جوية. وقال كليتشكو إنه بحلول نهاية الشهر، تضرر حوالى 80 مبنى سكني وقتل حوالى 100 مدني خلال محاولة حصار العاصمة.
 
لكن القوات الروسية لم تنجح قط في السيطرة على المدينة، وتراجعت في الأيام الأخيرة بعد إخفاقات تحدت توقعات الخبراء العسكريين والمسؤولين الغربيين. ويعزو كليتشكو النجاحات الأوكرانية إلى الشعور بواجب الدفاع عن أسلوب حياتهم. وقال إن القوات الروسية "تقاتل من أجل المال". "الجنود الأوكرانيون يدافعون عن عائلاتنا ونسائنا وأطفالنا ومستقبل عائلاتنا ومستقبل بلدنا".
 
في صباح أحد الأيام، وصل كليتشكو إلى محطة إطفاء في شمال كييف. وقد تجول في ارجائها لتفقد المعدات الجديدة، ولتحية المسؤولين عن إخماد الحرائق التي تسببت بها الضربات الروسية. وقد ابتسم رجال الإطفاء وهم يصافحونه، وأروه الغرف التي نسجت فيها النساء الشباك المموهة لتغطية نقاط التفتيش والمدنيين المدربين على تعلم الإسعافات الأولية. 
 
وقال فولوديمير تاران، الذي قضى عامين كرجل إطفاء: "عندما يأتي أصحاب السلطة إلى أشخاص متورطين في القتال، فإن ذلك يساعد في رفع المعنويات". "هذا يعني أنهم لا ينسون الأشخاص الذين ينقذون الأرواح". 

في الخارج، وقف كليتشكو لالتقاط الصور، وهو يطوّق بذراعيه رجال الإطفاء. بعض القوات الروسية كان لا يزال في ضواحي المدينة. وفي الخلفية، امكن سماع صوت المدفعية. ولكن لم يجفل أحد.
 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/25/2025 1:09:00 PM
تأتي هذه الخطوة في وقت تعاني فيه العديد من المدارس السورية نقصاً حاداً في المقاعد الدراسية
اقتصاد وأعمال 10/28/2025 10:49:00 AM
يعطي المدعي العام المالي القاضي ماهر شعيتو عناية خاصة لملف المبالغ المستعادة ومتابعة كل تفاصيله.
النهار تتحقق 10/28/2025 1:58:00 PM
أثارت الصورة تساؤلات عن صحتها، خصوصاً انه ليس من المألوف ظهور رئيس البرلمان اللبناني بالدشداشة والشبشب. 
لبنان 10/27/2025 8:02:00 PM
أثار خبر مقتل الشاب إيليو أبو حنا برصاص فلسطيني في مخيم شاتيلا عضباً لبنانياً كبيراً.