الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"إيكونوميست": دهم منزل ترامب قد يهز أسّس أميركا

المصدر: "النهار"
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب - "أ ب"
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب - "أ ب"
A+ A-

استبعدت مجلة "إيكونوميست" أن يكون حديث الرئيس السابق دونالد ترامب عن إمضاء "يوم آخر في النعيم" بعدما دهم عملاء من مكتب التحقيقات الفيديرالي منزله في فلوريدا ضمن إطار تحقيق جنائي عبارة عن سخرية.

لقد استحضرت المداهمة جنة عدن ترامبية: كل عيون الأمة شاخصة إليه مجدداً؛ المشرعون الجمهوريون الذين كانوا يبتعدون عنه احتشدوا حوله مجدداً كما فعل منافسون محتملون للحصول على ترشيح الحزب الرئاسي؛ وبعض داعميه دعوا على وسائل التواصل الاجتماعي إلى حرب أهلية للدفاع عن بطلهم.

استطاع ترامب تصوير نفسه كضحية لقوى حزبية ظلامية تريد حماية المؤسسة عبر إسقاطه. بعدما هاجم مكتب التحقيقات الفيديرالي ووزارة العدل لسنوات، هيّأ على الأرجح نصف البلاد للاشتباه بأن حكم القانون يتعرض للتقويض.

لهذه الأسباب وغيرها، تعد المداهمة كابوساً لأميركا وفقاً للمجلة. سيكون وزير العدل ميريك غارلاند قد توقع ذلك. من المرجح أن يكون قد خلص إلى أن الدليل الذي يشير إلى عمل جرمي كان دامغاً لدرجة أنه لم يكن أمامه خيار سوى المضي قدماً في قراره.

إن قدرة ترامب على تشويه الواقع كبيرة لدرجة أن هذا التصرف النزيه ضده قد يساعده في الواقع على تدمير الجمهورية. بعدم صمد أمام محاولاته لسرقة الانتخابات، قد يتعرض النظام القضائي الأميركي لهجوم شرس.

كان من المتوقع أن يترشح ترامب لولاية ثالثة. يبدو متأكداً من أنه سيفعل ذلك الآن. تتخيل المجلة أن تظهر المداهمة دليلاً على ارتكابه جرماً مما يؤدي إلى توجيه الاتهام إليه. لا شيء في تاريخ الرئيس السابق يقترح أنه سيعلق حملته. عوضاً عن ذلك سيكون لديه سبب أقوى لإثارة غياب الثقة والكراهية تجاه النظام القانوني الأميركي كما تجاه إدارة بايدن.

مع ذلك، من الممكن أن تحمل المداهمة دليلاً دامغاً إلى درجة أن المشرعين الجمهوريين الذين يهددون بالتحقيق مع غارلاند سيتبرأون من ترامب أخيراً. أو ربما يكون لواحد من خطوط التحقيق الاخرى في أفعال ترامب أو لوزنها التراكمي تأثير مماثل. يخضع ترامب لتحقيق جنائي في جورجيا ونيويورك. يبدو أن المداهمة تنبع من تحقيق في كيفية تعامله مع معلومات مصنفة. وزارة العدل تجري تحقيقاً منفصلاً في محاولته التمسك بمنصبه.

لكن المجلة لا ترجح أن يعمد المشرعون الجمهوريون الذين دعموا ترامب بعد تمرد السادس من كانون الثاني إلى التخلي عنه بسبب سوء التعامل مع وثائق سرية خصوصاً أن الرئيس يتمتع بسلطة واسعة في تصنيف المعلومات.

رأت المجلة أن نرجسية ترامب الجامحة هي الآن أعظم قوة في الحياة العامة الأميركية والثقب الأسود في مركز سياساتها. لقد شوهت مبادئ الحزب الجمهوري وأطاحت توازن الحزب الديموقراطي وهي تمزق مؤسسات الحكم الأميركية. وأملت المجلة أن يتمتع حكم القانون بما يكفي من الوزن للنجاة من الصراع.

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم