14-07-2021 | 16:50

هل تطيح التظاهرات في كوبا النظام الشيوعي؟

أكبر احتجاج منذ تأسيس النظام
هل تطيح التظاهرات في كوبا النظام الشيوعي؟
Smaller Bigger

شهدت كوبا تظاهرات كبيرة الأحد الماضي وهو حدث نادر الحصول في الجزيرة بسبب قوة النظام الأمني وتمتع الحكم بشعبية كبيرة خصوصاً خلال العقود الماضية. لكن يبدو أنّ ثمة تغيّرات عدة تحدث في كوبا.

كتب دانيال راي في مجلة "سبكتايتور" أنّ الكوبيين غاضبون بشكل مؤكد. فالتظاهرات الأخيرة هي الكبرى منذ تأسيس النظام سنة 1959. بدأت التظاهرات في بلدة تبعد 30 كيلومتراً عن هافانا قبل أن تمتد إلى مختلف أنحاء كوبا حيث توجه الآلاف إلى بعض من أهم شوارع العاصمة هاتفين لـ"الحرية" ولـ"إسقاط الديكتاتورية".

تصاعد الاستياء من النظام السنة الماضية، لكن قبل نهاية الأسبوع الماضي، اقتصرت التظاهرات على الفنانين والأكاديميين المطالبين بحرية التعبير. أضاف راي أن هذه المسيرات تجد جذورها في عوامل عدة. يوم الأحد الماضي، تحدثت الدولة عن رقم قياسي جديد من الإصابات والوفيات بفيروس "كورونا".

 

تُطور كوبا لقاحاتها الخاصة ضد "كورونا" وقد تلقت إشادة دولية السنة الماضية لإرسالها أطباء ضمن مهمات صحية خارجية. لكن مع ارتفاع الإصابات داخلياً، يواجه الكوبيون نقصاً في التجهيزات الطبية والأدوية الأساسية مثل "الأسبيرين". ووجهت الجائحة الدولية ضربة قاسية لمالية الدولة التي تعتمد بشكل كبير على السياحة.

 

في 2020، انكمش الاقتصاد الكوبي الذي تديره الدولة إلى حد بعيد بنسبة 11%. وبما أنها لم تستطع الاعتماد على العملات الصعبة التي يدخلها الزوار الأجانب، واجهت الحكومة معاناة في استيراد السلع الغذائية الأساسية. وساهم تشديد العقوبات الأميركية خلال إدارة ترامب في مفاقمة الوضع الإنساني الطارئ.

حمّل الرئيس الكوبي ميغال دياز-كانيل مسؤولية تدهور الأوضاع إلى الحصار الأميركي على الجزيرة. وفي أول إطلالة إعلامية، دعا موالي الحكومة إلى الرد على "الثورة المضادة" قائلاً: "أيها الثوريون: إلى الشوارع". ولبى الدعوة حوالي 300 شخص نزلوا إلى شوارع هافانا للدفاع عن الحكومة. تم قُطع الإنترنت وهاجمت الشرطة صحافيين مصورين من وكالة "أسوشييتد برس".

 

كتب راي أنّ المرة الأخيرة التي شهدت فيها كوبا تحركاً شعبياً كانت في 1994، حين نزل المئات إلى الشوارع للاعتراض على تدهور الأوضاع الاقتصادية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. حينها، فضت شرطة فيدل كاسترو التظاهرات، لكن هذه المرة وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت التظاهرات سريعاً عبر البلاد. لكن تظاهرات الأحد بدت أهم.

بعد ستة عقود من الحكم، يواجه النظام تغيراً جيلياً حتمياً يَظهر أنه غير مهيأ له. إذا شعرت الأجيال السابقة بنوايا حسنة معينة تجاه الثورة لإنجازاتها في مرحلتها الأولى، فالمنتمون إلى جيلي "زد" و"الألفية" لا يرون سبباً كبيراً لموالاة إدارة أبصرت النور في الخمسينات وهي عاجزة اليوم عن مواجهة انقطاع الكهرباء والجوع والنقص في الأدوية.

 

مع ذلك، يستصعب الكاتب حصول تغيير في النظام الكوبي إلا إذا قررت القيادة العسكرية إجراء تحول جذري في سياستها.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/31/2025 2:00:00 PM
أشقاء الشرع.. مسؤولان بارزان في الحكومة وثالث "معاقَب"
شمال إفريقيا 10/31/2025 9:38:00 PM
 مجلس الأمن يصوت على مشروع قرار ينص على أن تتمتع الصحراء الغربية بحكم ذاتي تحت سيادة المغرب
ثقافة 10/30/2025 10:50:00 PM
بعد صراع طويل مع المرض...
اقتصاد وأعمال 10/31/2025 4:25:00 AM
استقرّ مؤشر الدولار بالقرب من أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر مقابل العملات الأخرى ما يجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.