الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

حادث مصنع نطنز "عمل تخريبي"... إيران تتّهم إسرائيل و"الردّ سيكون انتقاميًّا"

المصدر: أ ف ب
علم إيراني يرفرف قبالة برج ميلاد في العاصمة طهران (12 نيسان 2021، أ ف ب).
علم إيراني يرفرف قبالة برج ميلاد في العاصمة طهران (12 نيسان 2021، أ ف ب).
A+ A-
اتّهمت إيران، الاثنين، إسرائيل بالوقوف خلف الهجوم الذي استهدف الأحد مصنعاً لتخصيب اليورانيوم في نطنز، متوعدة إياها "الانتقام" وبتكثيف أنشطتها النووية في أوج الجهود الديبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الغربية العام 2015.

بعد أكثر من 24 ساعة على الهجوم، لا تزال ملابساته وطريقة تنفيذه وحجم الاضرار الناجمة عنه، غامضة.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي القول، إن "ما حصل في منشآة نطنز هو عمل تخريبي قطعا، وان منظوماتنا الأمنية توصلت الى خيوط الجريمة، وستتابع التحقيقات وتعلن النتائج".

وعلى تويتر، أشار محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري الايراني إلى "حريق في المنشآت النووية في نطنز" ورأى في ذلك إشارة إلى "خطورة الاختراق" الأجنبي لإيران.

من جهتها، نقلت صحيفة نيويورك تايمس عن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والأميركية، القول إن "اسرائيل لعبت دورا" في ما حصل في نطنز، حيث وقع "انفجار قوي وقد يكون دمر بالكامل نظام الكهرباء الداخلي الذي يغذي أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض"، بحسب المصادر نفسها.

- أجهزة طرد "أقوى" -
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني افتتح في مراسم افتراضية السبت مصنعا لتجميع أجهزة الطرد المركزي في نطنز، وأصدر في الوقت نفسه أمر تشغيل أو اختبار ثلاث سلاسل جديدة من أجهزة الطرد المركزي. 

وتؤمن أجهزة الطرد المركزي الجديدة هذه لإيران إمكانية تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع وبكميات أكبر، بحجم ودرجة تكرير محظورة بموجب الاتفاق النووي المبرم في فيينا.

وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الأحد أن مجمع نطنز النووي في وسط إيران تعرّض صباحاً لـ"حادث"، وُصف بأنه "إرهابي"، وأدى إلى "انقطاع التيار الكهربائي" ولم يسفر عن "وفيات أو إصابات أو تلوث".

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، خلال مؤتمر صحافي في طهران الاثنين، أنه "من المبكر جداً" تحديد "الأضرار المادية التي تسبب بها الهجوم" مشيرا في الوقت نفسه الى أن اجهزة طرد مركزي تعتبر من الجيل الأول قد تضررت.

وأضاف: "بهذا العمل، حاول الكيان الصهيوني بالتأكيد الانتقام من الشعب الإيراني لصبره وحكمته اللذين أثبتهما (بانتظاره) رفع العقوبات" الأميركية.

واتّهم خطيب زاده بشكل غير مباشر إسرائيل بتقويض المحادثات الجارية في فيينا لمحاولة إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الدولي المبرم العام 2015 حول البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران منذ انسحابها من هذا الاتفاق العام 2018.

وأكد أن "ردّ إيران سيكون الانتقام من الكيان الصهيوني في الوقت والمكان المناسبين".

وأفادت وكالة الانباء الايرانية نقلا عن صالحي "أن تخصيب اليورانيوم في منشآة نطنز لم يتوقف وهو ماض الى الامام بقوة وان ما حدث من خلل لبعض الأجهزة سيُعالج وستعود إلى العمل بأضعاف ما كانت عليه ، لأن اجراءاتنا سوف لن تقتصر على اصلاح الاضرار بل تطوير الأجهزة المتضررة".

- "فخ" -
ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، شريط فيديو للمتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بهروز كمالوندي وهو يعالج في المستشفى من حادث سقوط تعرض له أثناء تفقده لمنشاة نطنز، لكنه كان قادرا على التحدث. وذكرت أنه "تعرض لحادث سقوط من مرتفع بعلو ما بين 6 الى 7 امتار ما ادى الى اصابته بكسور في رأسه وقدمه".

من جهة أخرى، أوضحت الوكالة أن نواباً أفادوا أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "شدّد (...) على ضرورة عدم الوقوع في الفخّ الذي نصبه الصهاينة".

وتابع، وفق ما قال النواب أثناء اجتماع مغلق في البرلمان مخصص للبحث في هجوم نطنز، انه "لن نسمح" لإسرائيل بإفشال محادثات فيينا، "وسننتقم من الصهاينة على ممارساتهم".

وكانت الولايات المتحدة انسحبت في ظل رئاسة دونالد ترامب من الاتفاق النووي من جانب واحد في 2018 وأعادت فرض عقوبات أميركية كانت رفعت بموجب هذا الاتفاق.

ردا على ذلك بدأت ايران منذ 2019 التراجع عن معظم التزاماتها التي تعهدت بها في فيينا والتي تحد من انشطتها النووية. وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن نيته العودة إلى اتفاق فيينا.

والاثنين، حذّرت ألمانيا التي تشارك في محادثات فيينا، من أن التطورات الأخيرة المرتبطة بمنشأة نطنز "غير إيجابية" بالنسبة لهذه المحادثات.

- "مهمة هائلة" -
كذلك، حذر الاتحاد الأوروبي من أي محاولات لتقويض المحادثات. وقال الناطق باسم التكتل بيتر ستانو: "نرفض أي محاولات لتقويض أو إضعاف الجهود الديبلوماسية المرتبطة بالاتفاق النووي".

وأضاف: "لم ينسب الحادث رسميا إلى أي طرف. يجب توضيح الملابسات لأن ثمة تفسيرات مختلفة. وبعد التحقق من الوقائع سيقرر الاتحاد الأوروبي التحركات التي ينبغي اتخاذها".

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية الاثنين أن حادث نطنز ينبغي الا "يقوض" المحادثات حول الاتفاق النووي الإيراني.

ونفت ايران على الدوام أن تكون تسعى لامتلاك قنبلة ذرية. وأكد الرئيس روحاني مجددا السبت أن جميع الأنشطة النووية لبلاده كانت محض "سلمية".

وفي بداية تموز، أصيب مصنع تجميع أجهزة الطرد المركزي المتطور في نطنز بأضرار بالغة بسبب انفجار غامض. وخلصت السلطات إلى وقوع "تخريب" "إرهابي" المصدر، لكنها لم تنشر حتى الآن نتائج تحقيقاتها. وحذرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إسرائيل والولايات المتحدة حينذاك من أي عمل عدائي ضدها. 

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرى أن الجمهورية الإسلامية تشكل تهديدا وجوديا لبلاده، أن "مواجهة ايران وأتباعها وجهود التسلح الايرانية هي مهمة هائلة".

وكانت اسرائيل التي تعتبر الدولة الوحيدة التي تملك السلاح النووي في الشرق الاوسط، دمرت العام 1981 مفاعل تموز العراقي وكذلك موقعا سوريا في 2007 يشتبه في انه كان يؤوي مفاعلا نوويا.

وفي نهاية تشرين الثاني، اغتيل العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة قرب طهران. ونسبت ايران هذا الهجوم الى اسرائيل.

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم