لا يصبح الأطفال بشراً كاملين إلا بعد ولادتهم، لكن تكوينهم قد بدأ بالفعل أثناء وجودهم داخل أرحام أمهاتهم فعلى سبيل المثال، تمت مراقبة الأجنة في بطون أمهاتهم في دراسة حديثة وتم تصوير ردود أفعالهم على بعض الأطعمة، فكانوا يبتسمون عندما تعجبهم بعض الأطعمة ويعبسون عندما يكرهون شيئاً ما، هذا يعني أن لديهم القدرة على الشعور والتذوق وحتى الاستماع والاستجابة لأشياء معينة.

متى يبدأ الأجنة في الحصول على براعم التذوق

تبدأ قدرة الجنين على فهم النكهات في التطوّر في الأسبوع الـ 8 من الحمل، وذلك عندما تبدأ براعم التذوق في التكوّن فهو يبتلع ما بين ثلاثة أرباع إلى 4 أكواب من السائل الأمنيوسي يومياً، ويحصل منه على جميع النكهات الموجودة في النظام الغذائي للأم.

 يتم تضمين أشياء مثل السكر والأحماض الأمينية والبروتينات والملح والأحماض الدهنية في السوائل التي يستهلكها الطفل وبالتالي، يكون الطفل قد كوّن بالفعل تفضيلاته الغذائية قبل ولادته بفترة طويلة وقبل البدء في تناول الأطعمة الصلبة.

هم مشعرون أثناء وجودهم في الرحم

يطلق على هذا الشعر اسم "زغب الجنين"، وهو عبارة عن طبقة رقيقة جداً من الشعر تغطي جسم الجنين بالكامل وحتى وجهه، مما يخلق شيئاً يشبه الشارب كما انه لن يبقى هذا الشعر على أجسادهم لفترة طويلة، لأن معظمه سيختفي قبل الولادة مباشرة حيث يظهر نفس الشعر على كائنات أخرى، مثل الفيلة والحيتان والفقمات، لكن الفرق الوحيد هو أن هذه الأنواع تحافظ على فرائها حتى بعد ولادتها.

تبدأ قلوبهم في النبض منذ الأسبوع الخامس وبوتيرة سريعة

يبدأ قلب الجنين في النبض بعد الأسبوع الخامس أو السادس من الحمل، وحجمه لا يتجاوز حجم رأس الدبوس كما يستغرق القلب حوالي 10 أسابيع حتى يكتمل تكوينه، ويتراوح معدل دقاته بين 110 و160 نبضة في الدقيقة من المثير للاهتمام أنه في نهاية الحمل، تنبض قلوب الأجنة الإناث أسرع من قلوب الذكور.

يتثاءبون ويبكون ويتبولون

لاحظ الأطباء في بعض صور الموجات فوق الصوتية أن الأجنة تفتح أفواهها بنفس الطريقة التي يتثاءب بها الناس كما يمكن ملاحظة هذا الفعل لأول مرة في الأسبوع الـ 24 من الحمل، ولكن بحلول الأسبوع الـ 36، يبدو أنه يختفي تماماً.

 في نفس الوقت الذي يبدؤون في التثاؤب فيه لأول مرة، يبدأون أيضاً في البكاء وفي حين أننا لا نستطيع سماعهم وهم يبكون، فإن الحركات مثل ارتعاش الذقن وتحريك الفم وفتح الفك كلها مؤشرات على هذا الفعل.

بالإضافة إلى ذلك، يقول العديد من الباحثين إن الأجنة يبدؤون بالتبول في الرحم في مكان ما بين الأسبوعين الـ 9 والـ 16 من الحمل وبمجرد أن ينضجوا قليلاً، يبدأون في إنتاج ما بين 500 و700 ملليلتر من البول يومياً وإذا كنت تتساءل أين يذهب هذا البول، فهو يبقى داخل السائل الأمنيوسي.

يمكن أن تؤثر الأصوات العالية سلباً على سمعهم

في حوالي الأسبوع 18 من الحمل، تبدأ آذان الأجنة في النمو وقد يكونون قادرين على سماع الأصوات الخارجية وفي الشهر السادس من الحمل، سيكون الجنين قادراً على الدوران في كل مرة يسمع فيها صوتاً، وبينما يكون سماع الأصوات الصاخبة، مثل الموسيقى وصفارات الإنذار، بين الحين والآخر آمناً، فإن التعرض لها طوال الوقت يمكن أن يكون ضاراً، هذا يعني أنه يجب على النساء الحوامل إبقاء الأصوات أقل من 115 ديسيبل إذا كن يرغبن في أن يكون سمع أطفالهن سليماً.

أليس من الرائع أن يفهم الأطفال الكثير من الأشياء في هذه المرحلة المبكرة؟