من منا لا يتمنى أن يحصل على الكثير من الأموال؟ مجرد الحديث عنها يبدأ عقلك برسم مستقبل جميل، مثل التخطيط لإنشاء مشاريع تجارية، مساعدة الآخرين، بناء دور عبادة وغيرها من الآمال التي لا تنتهي، لكن هل سنفعل كل هذا حقاً؟ هل سنحقق ما تأملنا به؟ أو هل يا ترى ستغيرنا الفلوس ونصبح أشخاصاً آخرين؟
دائماً ما نسمع أن فلاناً بعد ما أصبح غنياً تغيّر، أو لم نعد نراه ثانية، أو حاولنا الاتصال به لكنه لم يجب، ويتبعها مقولة فعلاً "الفلوس تغير النفوس"... لكنْ هناك رأيان لهذه المقولة.
الرأي الأول
الفلوس تُظهر النفوس، قد يتغير أحدهم علينا لأنه لم يعد يرى نفسه بمستوى المحيطين به فيبدأ بالتغيّر في حياته، حتى يمكن أن يتخلى عن أصدقائه وأقاربه أحياناً، ومن الممكن أيضاُ أن يصل معه الأمر أن يغير عنوان بيته، فتظهر النفسية التي كانت داخله. طبيعته كانت فقط تحتاج إلى المال كي تظهر على حقيقتها.
الرأي الثاني
اذا اشتريت ورقة يانصيب وربحتها، يخيرونك قبل الإعلان عنها عما إذا كنت تريد الإفصاح عن نفسك بأنك ربحتها أم لا، ذلك لعدة أسباب منها لحمايتك من السرقة، ثانياً ستتفاجأ بأصدقاء دخلوا إلى حياتك بعد انقطاع دام أعواماً، وسيأتي أحدهم لعرض مشروع كبير عليك ويحتاج إلى دعم مادي لأنه لا يملك المال، كما سيحبك أشخاص كانوا يتجاهلونك دائماً، وسوف ينظرون إليك بأعينهم كمصنع للنقود.
وعبارة "اذا كان لي معزة عندك" أعطني ديناً، وغيره من الطلبات التي لن يرحمك بها أحد، فتضطر أحياناً إلى أن تحافظ على رزقك وملكك والابتعاد.
ربما حكمنا المسبق على الأشخاص يكون مبنياً على نيّتنا، ومن قال إن من يملك نقوداً هو بالتالي سعي بحياته، ربما أكلته هموم أخرى فبالنهاية الفلوس لن تجعلك تشتري الصحة إذا كنت مريضاً، ولن تجعلك تشتري أشخاصاً أو تسترجع أشخاصاً فارقوا الحياة أليس كذلك؟ ليس لديك عند هؤلاء الأغنياء أي شيء إلا إذا كانوا من سارقي أموالك وممتلكاتك، هذا بالتأكيد شيء لا يمكن السكوت عنه.
نبض