سيّد اللّحظات الحاسمة... ترامب ليس "ذا أبرانتيس"

شخصية باراك أوباما كانت شخصية مركبة جداً، يقول عبد الله الترابي. أوباما من أكبر الخطباء الأميركيين، بعكس دونالد ترامب؛ فالأخير عفوي جداً وشعبوي، بمعنى أنه يتحدث إلى فئة معينة من المجتمع ولا يعنيه أن يتحدث إلى المجتمع الأميركي كاملاً كما هو الحال بالنسبة الى أوباما الساعي للتوجه إلى المجتمع الأميركي بمجمله.
سيّد اللّحظات الحاسمة... ترامب ليس "ذا أبرانتيس"
الصورة "الايقونة" لدونالد ترامب
Smaller Bigger
صور أقمار اصطناعية. 40 مقطع فيديو، وتحليل للتضاريس يُستخدم لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد لموقع التجمع وموقع مطلق النار على "سيد الإعلام الحديث" دونالد ترامب. 
 
هي عناصر رئيسية استند إليها تحقيق موسع في "واشنطن بوست" حاول فهم أسباب "الخرق الأمني الخطير". كبريات المؤسسات الإعلامية العالمية ذهبت في الاتجاه عينه محاولةً فهم ما جرى، لكن القصة ليست هنا؛ كل ما سبق قد يُنسى بعد فترة قصيرة، وستبقى في التاريخ راسخةً صورةُ ترامب مضرجاً بالدماء، رافعاً قبضته تحت العلم الأميركي، محاطاً بعناصر الخدمة السرية.
 
في حديث إلى "النهار العربي" ضمن برنامج "20 دقيقة مع النهار" قال الإعلامي المغربي الكاتب عبد الله الترابي، إن الولايات المتحدة قوة عظمى قادرة على تحويل حوادث داخلية إلى أيقونات عالمية. "هوليوود تصنع مخيلتنا، "نتفلكس" تصنع مخيلة أجيال جديدة وثقافتها، وصورة دونالد ترامب ستأتي أجيال مقبلة وتتحدث عنها وتعرف معانيها"، فما السرّ؟ 
 
سرّ دونالد ترامب
كان هناك نوع من الاستهزاء بدونالد ترامب من قبل المؤسسات الإعلامية التقليدية، يقول الترابي. هو رجل ليس ذا ثقافة كبيرة، وليس خطيباً مفوهاً كما كان باراك أوباما مثلاً، ولكن أي شخص لا يُتقن اللغة الإنكليزية قادر على فهم دونالد ترامب. إلى ذلك، "سرّ دونالد ترامب أنه ابن القرن العشرين؛ عنده قدرة على معرفة دور التلفزة، فهو أصبح شخصية شعبية لظهوره في مجموعة من الأفلام الأميركية، وهو نجم تلفزي عندما قدّم The apprentice ويعرف قوة الصورة، وهو كذلك أصبح قادراً على تجاوز المؤسسات الإعلامية التقليدية، ومعرفة قوة وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تمر بوسيط، فعنده نوع من الحدس ومن الذكاء عبر مروره في التلفزة ووسائل الإعلام، ولديه القدرة على التقاط الصورة المناسبة، الكلمة المناسبة والخطاب المناسب، وهذا بطبيعة الحال لا يُعجب الجميع في مجتمع منقسم، ولكن قدرته على تدجين الإعلام، وتدجين الصورة واستعمالها هو ربما سرّ من أسرار قوته".
 
 
 
 
بين ترامب وأوباما
شخصية باراك أوباما كانت شخصية مركبة جداً، يقول عبد الله الترابي. أوباما من أكبر الخطباء الأميركيين، بعكس دونالد ترامب؛ فالأخير عفوي جداً وشعبوي، بمعنى أنه يتحدث إلى فئة معينة من المجتمع ولا يعنيه أن يتحدث إلى المجتمع الأميركي كاملاً كما هي الحال بالنسبة إلى أوباما الساعي للتوجه إلى المجتمع الأميركي بمجمله. ما يعني ترامب هو الفئة التي ستصوّت له، وترامب لديه القدرة على التحدث إلى هذه الفئات حتى ولو كان كذباً، فهو قادر على الكذب البواح، ويعرف كيف يُكلّم المشاعر. 
 
كيف يستفيد ترامب؟
في رأي عبد الله الترابي، هناك نوع من المظلومية التي سيستفيد منها ترامب. "وقد لاحظنا أخيراً أنه يتحدث بهدوء ورزانة غريبة عنه نوعاً ما، وكأنه تعرّض للتو لاغتيال من "أعداء الديموقراطية". الصورة الجديدة وهو ينزف دماً، أعطت - بنظر الترابي - بعداً آخر للحملة الانتخابة لترامب، وأصبح هناك بعد ديني لحملته، فمثلاً هناك من يتحدث عن تدخل إلهي. ابنة ترامب نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لوالدها ووراءه السيد المسيح وكتبت تعليقاً حول الحماية الإلهية. بالتالي الصورة الجديدة ستعطي نَفَساً جديداً، وهو نَفَس روحي وديني للحملة الانتخابية. 
 
أي معنى هو الأهم والأقوى في الصورة؟
رد فعل ترامب السريع مهم، يقول عبد الله الترابي؛ ترامب أدرك أنه تعرّض لمحاولة اغتيال ثم نهض وطلب من الحرس أن يبتعدوا قليلاً لكي يتوجه إلى الكاميرات ومناصريه والدم ينزف منه، بالتالي أعطى صورةَ الرئيس الشرس - الصلب، والرئيس القادر على أن يطلب من مناصريه أن يقاوموا وبأن يناضلوا أكثر، وبالتالي أصبح النقيض لشخصية بايدن المتهم بأنه أصبح شيخاً، والآن أصبحنا أمام صورتين، صورة الشخص الصلب مقابل مرشح ضعيف هرم، يقول الترابي. الرصاصة هذه قد تقود ترامب إلى الفوز. رصاصة - برأي عبد الله الترابي - ستحمل ترامب إلى البيت الأبيض. 
 

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
اقتصاد وأعمال 10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته.