شمال إفريقيا
08-07-2024 | 05:05
مؤتمر القاهرة مسعى جديد لوقف حرب السودان... واعتراضات على البيان الختامي
لم تكد تمضي ساعات على انتهاء مؤتمر القاهرة المخصص للسودان، حتى سارع سياسيون وقادة حركات مسلحة للاعتراض على بنوده الختامية، علماً أنه عقد بمشاركة القوى المدنية وقادة حركات مسلحة، وفي غياب ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

قادة قوى سياسية ومدنية سودانية شاركت في مؤتمر القاهرة.
لم تكد تمضي ساعات على انتهاء مؤتمر القاهرة المخصص للسودان، حتى سارع سياسيون وقادة حركات مسلحة للاعتراض على بنوده الختامية، علماً أنه عقد بمشاركة القوى المدنية وقادة حركات مسلحة، وفي غياب ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ففي أول لقاء يجمع معظم الكتل السياسية في السودان، استضافت العاصمة المصرية مؤتمراً بحضور ممثلي الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والمبعوث الأميركي توم بيريلو، وذلك بعد عام تقريباً من اجتماع في القاهرة ضم دول الجوار السوداني. وحضر في مؤتمر السبت رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال (الجبهة الثورية) ونائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، بالإضافة إلى رئيس تنسيقية القوى المدنية الديموقراطية (تقدم) عبد الله حمدوك وأعضاء سابقين في مجلس السيادة، وغاب ممثلو الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني، الذي حكم البلاد أيام عهد عمر البشير.
البيان الختامي: إدانة الانتهاكات
ودان البيان الختامي كل الانتهاكات التي ارتكبت خلال الحرب، إذ طالب بوقف القتال فوراً بما يشمل آليات وسبل ومراقبة وقف إطلاق النار، معتبراً أن الحرب بين الجيش والدعم السريع تهدد استقرار ووحدة السودان واستقلاله، مؤكداً على وحدة السودان كدولة مدنية ديموقراطية فيدرالية. ولكن هذه المخرجات لم تحظ بتوافق كامل، وهو ما دفع بتيارات موالية للسلطة السودانية للاعتراض عليها.
ودان البيان الختامي كل الانتهاكات التي ارتكبت خلال الحرب، إذ طالب بوقف القتال فوراً بما يشمل آليات وسبل ومراقبة وقف إطلاق النار، معتبراً أن الحرب بين الجيش والدعم السريع تهدد استقرار ووحدة السودان واستقلاله، مؤكداً على وحدة السودان كدولة مدنية ديموقراطية فيدرالية. ولكن هذه المخرجات لم تحظ بتوافق كامل، وهو ما دفع بتيارات موالية للسلطة السودانية للاعتراض عليها.
فقد اعتبر وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساوة جبريل إبراهيم، أن البيان الختامي لمؤتمر القاهرة "لم يراع مشاعر الشعب". وأضاف في تدوينة على منصة "إكس": "البيان الختامي لم يقل من أفقر الشعب وجوعه بعرقلة وصول الطعام إليه، لذلك آثرنا ألا نكون طرفاً فيه". وهو موقف يتلاقى مع إعلان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، أنهم غير معنيين بالبيان الختام، بينما نفت مصادر مقربة من مالك عقار لـ"النهار" أي لقاء جانبي مع حمدوك، كما لم تصدر بعد الخارجية السودانية أي بيان في ما يتعلق بالمؤتمر.
وأشارت مصادر سودانية أن التوجه العام كان لدعوة التنظيمات الفاعلة بشكلها الحزبي، وليس ككتل سياسية. وأضافت أن النقاش تركز على ثلاثة مراحل: وقف الحرب، ودعم عمليات الإغاثة الإنسانية، والرؤى المختلفة حيال العملية السياسية.
وتعثرت في وقت سابق غالبية اللقاءات التي حاولت جمع القوى السياسية أو تقريب وجهات النظر، إذ لم تفلح جهود الاتحاد الإفريقي أو الإيغاد في مثل هذه الخطوات، فيما استمر الانقسام السياسي قائماً وسط خسائر متوالية يتعرض لها الجيش السوداني إثر سيطرة "الدعم السريع" على مساحات واسعة في ولاية سنار. وقالت مصادر في بورتسودان لـ"النهار العربي" إن ثمة اتجاهاً جدياً لتشكيل حكومة مدنية قريباً مع مساع لتعديل الوثيقة الدستورية، دون الكشف عن الأسماء المقترحة أو الحقائب الوزارية المرتقبة. وتؤكد المصادر أن القرار قد اتخذ أخيراً بهدف تفرغ المؤسسة العسكرية للوضع الميداني، وهو ما كان محل مشاورات في الفترة الأخيرة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وشخصيات سياسية.
"لهذه الأسباب لم نوقع"
ويقول الناطق الرسمي باسم التحالف الديموقراطي للعدالة الاجتماعية محيي الدين إبراهيم إن المؤتمر لم يحقق كل أهدافه المطلوبة، ولكنه كان أول لقاء يجمع القوى السياسية المدنية التي لم تلتق منذ اندلاع الحرب. واتهم إبراهيم في حديث لـ"النهار العربي" مجموعة "تقدم" بأنها "ظلت تمارس في الفترة ما قبل المؤتمر الإقصاء السياسي لعدد من التنظيمات والأحزاب السياسية ووضع الكثير من العراقيل، وهذه المرة فرضت رؤيتها على القوى السياسية، وامتنعت عن ادانة انتهاكات ميليشيا الدعم السريع". ولهذا السبب فقد انضم التحالف لتنظيمات أخرى لم توقع على المخرجات، بحسب الناطق الرسمي باسم التحالف.
بدوره يصف المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال (الجبهة الثورية) سعد عبد الله مؤتمر القاهرة بأنه أول لقاء مباشر يجمع القوى السياسية والمدنية السودانية على اختلاف توجهاتها. ويتابع في حديث لـ"النهار العربي": "أعتقد أن قبول القوى السياسية الجلوس مع بعضها البعض إلى طاولة مؤتمر القاهرة استشعار لحساسية اللحظة التاريخية التي يمر بها السودان، وهو نتاج جهود كبيرة من الحكومة المصرية التي تقف بصدق الى جانب السودان وشعبه". ويقول عبد الله إنهم كانوا يأملون أن يضع مؤتمر القاهرة اللبنات التي يمكن من خلالها حلحلة هذه الأزمات من جذورها، إذ كان للحكومة السودانية خطة تم الإعلان عنه في مختلف المحافل"، مستدركاً: "يجب أن نعلم جيداً أن الأسباب التي أدت لانفجار الوضع لا يزال الكثير منها عالقاً على متن الخطاب السياسي للقوى السياسية، ويجب مراجعة ذلك بإعادة النظر في ما خلفته سياستها المختلة من دمار وخراب للبلاد".
أما الأمين العام لـ"تقدم" صديق الصادق المهدي فقد أشار في تصريحات سبقت المؤتمر خلال لقاء جمعه بعدد من الصحافيين السودانيين في القاهرة إلى أن المؤتمر "يعكس الاهتمام المصري بالأزمة السودانية، ونحن منفتحون للتداول بشفافية من أجل وقف الحرب"، مؤكداً أن نتائج مؤتمر القاهرة "ستؤسس لواقع جديد يتطلب تكامل الأدوار لتوحيد الموقف المدني والضغط على طرفي الحرب لوقف الاقتتال، واستغلال التضامن الإقليمي والدولي للتعجيل بوقف الحرب".
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
شمال إفريقيا
10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق
10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته.
العالم
10/6/2025 5:00:00 PM
مرحبا من "النهار"...
لبنان
10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".