22-03-2022 | 05:10

يسكنها 300 ألف شخص... "الهدّام" يهدّد منطقة بكاملها قرب الخرطوم

صار "الهدّام" على بعد 300 متر من المنازل السكنية بعدما كان على بعد ثلاثة كيلومترات.
يسكنها 300 ألف شخص... "الهدّام" يهدّد منطقة بكاملها قرب الخرطوم
Smaller Bigger
أدى الانجراف المتواصل الذي تتعرض له منطقة الجيلي شمال العاصمة الخرطوم إلى تقلص أكثر من كيلومترين ونصف الكيلومتر من مساحتها التي يبتلعها نهر النيل، وهي تضمّ عدداً من القرى ولبعضها تاريخ أثري.
 
وكشف مقرر اللجنة العليا لمكافحة "الهدّام" عقيل أحمد لـ"النهار العربي" أن "الخطر يتزايد بعد زحف الهدّام - التسمية التي تطلق على انجراف التربة - نحو المنازل التي كانت تبعد 3 كيلومترات عن النيل، وصارت الآن لا تبعد أكثر من 300 متر، ما يعرّضها لخطر الانجراف والهدم".
 
وأبدى أحمد تخوفه "من تمدد مساحة الانجراف الذي شمل معظم المزارع المتاخمة للنيل، ليشمل مساكن المنطقة الأثرية التي يقطنها ما لا يقل عن 300 ألف نسمة".
 
 
وكشفت اللجنة العليا في مؤتمر صحافي عن تطورات الوضع وسبل مجابهة التجريف، "عن تنفيذ 4 كواسر صخرية بتكلفة بلغت 400 مليون جنيه تهدف إلى تغيير اتجاه تيار النيل المتسبب في تآكل الضفة الشرقية المحاذية للمنطقة". 
 
وأكد مسؤول الاتصال في اللجنة العليا والمستشار القانوني طارق المبارك "تمسك سكان مدينة الجيلي بأراضيهم والعمل على التصدى للهدام"، لافتاً إلى "التفاف أبناء المنطقة في الخارج حول القضية من خلال المساهمة في عمل اللجنة التي أقامت حملة شارك فيها أبناء المنطقة وعدد من رجال الأعمال، واستطاعت أن تجمع 90 مليون جنيه، وذلك دعماً لخيار البقاء في منطقتهم".
 
 
وشدد على "أهمية احترام حق مواطني مدينة الجيلي في البقاء والعيش والصمود، أسوة بصمود أهل توتي والقاش".
 
وقدّمت السلطات المحلية الآليات الثقيلة من أجل بناء الكواسر على طول المنطقة المتضررة من شاطئ النيل، وإن كانت تمثل حلاً موقتاً لأن الخريف على الأبواب، ما يعني تدفق المزيد من المياه بقوة.
 
ويعزو الخبراء أسباب تغيير مجرى النهر واندفاعه ناحية أحد الشواطئ إلى أسباب عدة، من بينها ما ذكره المهندس معتصم عبد الرحمن عن إنشاء جسر الحلفايا و"تأثير أعمال الردم المرافقة له في إحداث تغيير طفيف في انسياب تيار النهر، وكذلك محطة المياه التي أُنشئت جنوب منطقة الجيلي بنحو 4 كيلومترات".
 
 
وأوضح عبد الرحمن لـ"النهار العربي" أن "تذبذب تدفق كميات المياه في السنوات الأخيرة أسهم في ظهور جزيرة قبالة المنطقة، وهو ما حدا بالتيار للانجراف من مساره، وتوجهه نحو ضفة الجيلي، ما أدى الى تهدم تربتها، كذلك فقدان الشواطئ للأشجار النيلية التي تعزز من تماسك التربة، والتي قُطعت لاستخدامها حطباً للوقود، أو للاستفادة من المساحات التي كانت تشغلها من أجل زراعة بعض المحاصيل الزراعية الموسمية".
 
ويرى الخبراء أن الحل الجذري يتطلب مبالغ طائلة قُدّرت، بحسب إحدى الدراسات، بـ6 ملايين دولار، وهو ما جعل أهالي المنطقة يستنجدون بالحكومة المركزية وبأبنائهم داخل السودان وخارجه، إضافة الى المنظمات العالمية العاملة في المجالات الإنسانية والبيئية، وكذلك منظمة اليونسكو من أجل الحفاظ على آثارهم وأراضيهم التي فقدت بالفعل قرابة 80 في المئة من مساحتها.
 
 
وتعد الجيلي إحدى أقدم القرى في العاصمة السودانية، وتضم سرايا الزبير باشا رحمة أحد الزعماء السودانيين، ولا يزال قصره الذي شيد قبل قرن محتفظاً بشكله وبمقتنياته التي كان يستخدمها في الحرب والسلم.
 

الأكثر قراءة

اقتصاد وأعمال 10/22/2025 3:51:00 PM
لا يمكن اعتبار هذا التراجع "انهيارًا" أو حتى "تصحيحًا"، نظرًا لارتفاع الأسعار الكبير. لا تزال المعادن تحقق أرباحًا جيدة هذا العام، حتى بعد التراجعات الأخيرة
لبنان 10/20/2025 8:03:00 PM
تتشكل هذه السحب العدسية عادة على ارتفاع يتراوح بين 2000 و5000 متر فوق سطح البحر، عندما يتدفق هواء رطب ومستقر فوق الجبال
لبنان 10/22/2025 7:56:00 AM
صحيفة "جيروزاليم بوست": الطريق إلى النزع الكامل لسلاح حزب الله لا يزال طويلاً