الجندي لا يعمل على أبواب الناس

العميد الركن جورج نادر يعمل في شركة ديليفري، حيث يجول بدراجته النارية الصغيرة Mobilѐtte، على المنازل والمحالّ، يلبّي طلبات الزبائن، موصلاً إليهم السلع من المتاجر والسوبرماركت. تعرّفت إليه صدفةً في أثناء زيارة صديق طلب من أحد المحال "كروز دخان"، فأوصلها إليه ذاك الشاب الذي بدت على وجهه قسائم التعب والضياع.اسمه خالد، ووظيفته جندي في الجيش، متأهل وله ولدان، وفور رؤيتي سلّم عليّ "سلام معرفة"، وانهمرت من عينيه دمعة حبيسة إختصرت معاناة شابّ نذر النفس والجسد لحماية وطنه، فإذا به يعمل "على أبواب الناس". هو من قرية نائية في أقاصي الشمال، وقطعته تنتشر في أقاصي الجنوب، وعندما سألته لماذا تبكي؟ أجاب "صار لي شهرين ما شفت عيلتي"، تعجّبت، ليس لأنه يقوم بعمل مأجور فأغلبية رفاقه مضطرون للقيام بأعمال خلال مأذونياتهم، بل لأنه لم يلتقِ بعائلته لأكثر من شهرين، فسألته "شو مش عم تاخد مأذونيات"؟ قال بلى، لكن خلال مأذونياتي أعمل دليفري هنا (أي في منطقة بيروت...