محاولة في إنصاف محمد عبد الحميد بيضون

المحامي أيمن رشيد بيضون عصر الثلثاء لسبعة عشر يوماً خلت من شهر أيار عام 2022، لفظ محمد عبد الحميد بيضون أنفاسه الأخيرة بعد صراع مع المرض. وقد تزامنت وفاته مع اكتمال استحقاق الانتخابات النيابية من جهة واشتداد الأزمة الاقتصادية وما تبعها من تدهور الحالة الاجتماعية من جهة أخرى.لم يكن بيضون غريباً عن الواقع المتقدّم للحالة اللبنانية ولا طارئاً عليه، فالأخير سبق أن انخرط مباشرة في الحياة السياسية منذ السبعينيات فتدرّج في المناصب الوزارية والنيابية منذ عام 1990، تاريخ تعيينه وزيراً للمرة الأولى لغاية عام 2005 تاريخ إقصائه عن "حركة أمل". وما بين عامَي 2005 و2021 اقتصر نشاط بيضون على المقابلات الصحافية والندوات السياسية والثقافية. وقد اتسمت مسيرته السياسية، على مدى عقود ثلاثة، بالكثير من الإشكالات وحوت وافراً من التناقضات؛ فخلال المرحلة الأولى (1990-2005) شكل الراحل، من خلال انتمائه الى "حركة أمل"، حالة جعلته يحتل صدارة بين السياسيين وزملائه في التنظيم كما أكسبته محبّة واحتراماً من الجمهور الشيعي خاصة. أما خلال المرحلة الثانية، فقد شكل بيضون أيضاً حالة فريدة، ولكن باتجاه معاكس، على إثر انقلابه على الرئيس نبيه بري ومن بعدها خصومته مع "حزب الله"، فأضحى رأس حربة في مواجهة "الثنائية الشيعية"....