كتاب ثلاثة عوالم مذكرات يهودي عربي آفي شليم

بلقيس شرارة صدر مؤخراً من قبل البرفسور والكاتب والمؤرخ (آفي شليم/ Avi Shlaim)، كتاب بعنوان: (ثلاثة عوالم، مذكرات يهودي عربي/Three Worlds, Memoirs of an Arab-Jew )، ويقصد بثلاثة عوالم، العراق وإسرائيل وانكلترا، وهي الأقطار التي ولد وانتمى إليها وعاش بها. فقد ولد في بغداد عام 1945، والكتاب ولو انه مذكرات عن حياته، إلا أنه يجمع بين حياته الشخصية والإجتماعية والسياسية، ويتكلم عن الانسجام الذي كان سائداً بين الجالية اليهودية و المجتمع العراقي في بغداد.إذ كان في العراق 55 معبدا يهوديا آنذاك. وكانت الجالية اليهودية منسجمة ومتمسكة حتى بالاعراف الاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك، وهي نفس المفاهيم والكلشر الاجتماعي الذي كان سائدا في المجتمع العراقي عامة. فيذكر أن والدته أُجبرت على الزواج، وما زالت في سن السابعة عشر من عمرها، لرجل ثري عمره 41 عام، والمهم ان تكون ربة بيت جيدة، تلد له الأولاد وتقوم بتربيتهم. ولذا عاشوا في رخاء، في دار واسعة في بغداد.كان "آفي" هو الولد الوحيد في العائلة فكان الاهتمام به اكثر من شقيقتيه، وهذه المعاملة كان يتلقاها ليس من قبل والدته او والده وإنما حتى من قبل جدته والخدم في البيت. فالعادات التي كانت سائدة آنذاك في المجتمع العراقي، هي مشابهة للعادات المتبعة بين الجالية اليهودية.ولم تشعر الجالية بأي شعور بما يسمى (ضد السامية)، حتى عام 1941، حيث حدث تغيير كبير، وذكر ما عانت وتعرضت له الجالية اليهودية خلال حركة رشيد عالي الكيلاني، الذي كان مناوئاً للانكليز، ومؤيدا لهتلر والمفاهيم النازية، فقد أيد عدد كبير من المجتمع العراقي الكيلاني، ليس باعتقادهم بالمفاهيم النازية وإنما كرههم للأنكليز.وقد أدى يهود العراق الثمن أثناء الفرهود الذي حدث في جميع أنحاء العراق، ولم يقف الأنكليز مدافعين عنهم، بل ظل الجيش البريطاني خارج بغداد، على بعد بضع كيلومترات من بغداد. فنهبت ممتلكاتهم واشعل النار بها، وتعّرض البعض منهم للقتل، فقد قتل 179 يهودياً خلال الفرهود، واستغلت الحركة الصهيونية هذا، وشجعت اليهود العراقيين على الإنتماء لهذه الحركة، والهجرة إلى فلسطين.وفي عام 1948 اصبحت دولة اسرائيل دولة معترف بها من قبل هيئة الأمم، وبدأت الهجرة إليها من جميع الدول العربية بما فيها العراق، خاصة بعد تهجير الفلسطينين وأخذ بيوتهم وأراضيهم. والتي ما زالت...