الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كرامة الشخص البشري في كتابات القديس البابا يوحنّا بولس الثاني

المصدر: "النهار"
Bookmark
يوحنا بولس الثاني.
يوحنا بولس الثاني.
A+ A-
الخوري شربل شلالا* طبع البابا يوحنا بولس الثاني الكنيسة الكاثوليكية بطابع فريد طيلة 25 سنة من حبريّته. فقاد هذا القديس الكنيسة من قرن إلى قرن وأعاد الإعتبار للشخص البشري لأيّ دين أو جماعة انتمى. إعتبر أنّه من الضروري والملحّ أن يعاد صياغة النسيج المسيحي للمجتمع البشري، لأنّ له دور في إبراز هذه الكرامة البشريّة. فالخطاب المسيحي يحمل رسالة المسيح التي تدعو إلى إحترام الشخص البشري. (العلمانيّون المؤمنون بالمسيح، 36). دعا المسيحيين إلى عدم الخوف من أيّ شيء. فكان شعاره في بداية حبريّته : "لا تخافوا". فطلب تشريع الأبواب للمسيح وفتح كلّ الحدود بين الدول والأنظمة الإقتصاديّة والسياسيّة. أدرك هذا الرّجل، الذي جال العالم مشجّعاً ومقوّياً الكنائس وداعماً للشعوب في نضالها من أجل الإنسان، قيمة الشخص البشري وكرامته وأكّد ترابط المسيحيّة بحقوق الإنسان وبالحريّات الدينيّة. أدرك هذا الناطق بإسم "كنيسة الصمت" في عهد الشيوعيّة، قيمة هذا الشخص ودوره، وارتباط كرامته، لا بنظرة الناس إليه، بل بخالقه. كان هذا الرّاعي لمحبّة الله للعالم، دافعاً للثقة بالإنسان وبالله وعلامة رجاء عليه إستند المعذّبون. لم يكن البابا أكاديميّاً بالمعنى الحصري بل راعياً. وصلت كلمته إلى قلوب الكثيرين مع إختلاف ثقافاتهم. لم يسعى لجذب الناس إليه أو لتنصيب نفسه مدبّراً للقوانين والشرائع الأدبيّة. كان همّه الإجابة على مأساة الناس التي لم يرد أن تصبح سبباً للقضاء على الإنسان. اعتبر البابا يوحنا بولس الثاني أنّ الإنسان هو مقياس الأشياء والأفعال وأنّ الله هو مقياس الإنسان وعلى الإنسان أن يعود إلى النبع. فيسوع المتجسّد أراد أن يصون الإنسان ويؤنسن العالم (خطاب البابا أمام البولنديين في فرنسا، 31 أيّار 1980). تأثر فكر البابا الإنساني بالأنتروبولوجيا البيبليّة. في رسالته "الإيمان والعقل" (عدد 60)، شدّد على قيمة الشخص البشري المخلوق على صورة الله وبيّن كرامته وسموّه على باقي الخلق وأظهر ما يتميّز به عقل الإنسان من قدرة سامية. ( فرح ورجاء 14 و 15). فسرّ الإنسان لا يستضيء حقّاً إلاّ في سرّ الكلمة المتجسدّ. لأنّ آدم الجديد، أي يسوع، عندما يكشف لنا سرّ الآب ومحبّته، إنّما يظهر للإنسان ملء ذاته ويكشف له دعوته السامية (العقل والإيمان 60، فادي الإنسان 8، فرح ورجاء 22). كان دائماً يقول "لا تنبهروا بالشعارات الطنّانة وبالآراء السطحيّة. إقرأوا الواقع وتعلمّوه وأحبّوه وغيّروه وأعطوه بعداً جديداً". الإنسان هو محور الخطاب الكنسيإختبر البابا يوحناّ بولس الثاني نظامين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم