الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أوكرانيا بين الحرب والحب

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
ليال الاختيار*لن اكتب فلسفة نظرية أو سياسية. ولن أخوض في علوم الدبلوماسية ولا الجيوستراتيجيا. هذه كلمات كتبها القلب والعينان ورعشة اليدين، على أرض بلد اسمه اوكرانيا. حيث كانت زيارتي الاولى. وكانت زيارة ميدانية لبلاد حرب. أنت مجنونة! هذا كان الجواب بالإجماع، من كل من عرف ان وجهتي ستكون كييف لاحياء الذكرى السنوية الأولى للحرب الاوكرانية الروسية. معظم الاصدقاء والاهل حاول ثنيي عن الفكرة. فهي أبعد من الخطر في أذهانهم. هي شيء من الموت المحتم. أعترف أن الخوف رافق إصراري. وأقر بأنه كان معي رفيقاً. كان خوفاً من النوع الجميل. ذاك الذي هو خليط من حب حياة وحرص سلامة ودافع عمل ومحرض على شغف النجاح . هو الحب إذن، أول ما اعتراني في تلك البلاد الجميلة. بمعمارها وتراثها وأهلها. عند اجتيازي آخر خط فاصل بين السلام والحرب، على الحدود البولونية الأوكرانية، ظننت للوهلة الاولى أنني دخلت في نفق. ظلام قاتم غرقت فيه البلاد بعد الضربات الروسية للبنية التحتية الاوكرانية. أكثر من عشرين ساعة في رحلة أبوكاليبية. بين قطار وسيارة وملجأ إنذار من القصف الصاروخي المتكرر، جعلتني أرى ذاك النفق بلا نهاية. أو أحسبه هو النهاية بالذات. حتى بلغت كييف، عابرة من وارسو الى لفيف ومنها إلى عاصمة البلاد التي أغلقت الحرب كل مطاراتها. هنا بين المأساة وأهوال الدمار، تحضر نفسك لسماع اصوات المنددين بالحرب وبالمسؤولين عنها والمسببين لها. تتوقع انتقاداً داخلياً أو مراجعة ذاتية أو خوفاً أو انهزامية أو حتى رأياً آخر... فاذا بك مذهولاً بحقيقة أن واحداً من كل ثلاثة أوكرانيين، يتحدث الروسية. لكن معظمهم يحاول جاهداً التخلص منها، بعدما استيقظت فيه الهوية الاوكرانية إثر الاجتياح الروسي لبلاده . التخلص من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم