الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

رحيل الأديبة أمية حمدان القيسي وثمة ما يبقى في الذكرى والكلمات

المصدر: "النهار"
سليمان بختي
الراحلة أمية حمدان القيسي.
الراحلة أمية حمدان القيسي.
A+ A-

رحلت عن عالمنا الأديبة أمية حمدان القيسي (1935-2021) بعد معاناة مع الألم. كانت أوّل صوت نسائي إلى جانب توفيق صايغ وجميل جبر في مجلة "حوار". وكانت العضو المؤسس في إتحاد الكتاب اللبنانيين. عملَت في الصحافة ومارست النقد الفني خلال الستينات في مجلة "الحسناء"  وكتبت العديد من الدراسات عن الإنطباعية في الفن التشكيلي. كما تركت العديد من المؤلفات في الرواية والنقد والمسرح.

ولدت في صوفر عام 1935 وتلقت دراستها الأولى في  bltc بيروت ثم كلية بيروت للبنات فالإجازة والماجستير في الأدب العربيّ من الجامعة الأميركية في بيروت. وكان موضوع رسالتها " الرومانسية و الرمزية  في الشعر اللبناني عند الياس أبو شبكة وصلاح لبكي". وطبعت الرسالة في دار الرشيد في بغداد بعنوان "الرمزية والرومنطيقيّة- دراسة نقدية في شعر صلاح لبكي والشعر اللبناني" (1981) ودخل الكتاب في منهاج جامعة المستنصريّة- بغداد. كتبت رواية "وأنتظر" (1966) وأشاد فيها الدكتور أنطون غطاس كرم. وأصدرت عام 1972 مسرحية "مجنون شانيه". وكتبت أيضاً دراسة عن مسرح سنج  "فتى الغرب المدلل" (1973) ثم رواية "نقطة البيكار" (1979) وقدّم لها الشاعر ميشال سليمان. عام 1980، كتبت رواية "الأزرق القادم مع الريح" مع رسوم من الفنان مصطفى الحلاج. وآخر أعمالها كان بعنوان "ثمة ما يبقى وثمة ما يزول" (2006) مع رسوم من الفنان السوداني أحمد عبد العال وتقديم من زوجها الفنان عمران القيسي وفيه يوميات من عام 1981 حتى عام 2005.


حازت جائزة "سعاد الصباح" وأعادت كتابتها بالإنكليزية والإهداء إلى ولديها ديانا وربيع. كما لها العديد من الدراسات النقدية والأدبية في الصحف والدوريات اللبنانية والعربية، عدا العديد من المحاضرات التي ألقتها في لبنان ومصر والخليج.

انصرفت أميّة ردحا الى دراسة الرسم والموسيقى والعزف على البيانو. ولبثت تداوي جروح الحرب مذ خسرت شقيقها الأكبر ومنزلها و تسربلت  بالصمت. وكتبت "أين هو، أين أخي، الجثة ليست أخي، الجثة إلغاء للزمان والمكان معاً، والنفس مكان وومضة الزمان".


في كتابات أمية حمدان نفسٌ صوفي إبتهاليّ وشغفٌ بالحقيقة، إذ تقول: "أكتب لا حبّاً في الكتابة بل رغبةً منّي بالكشف عن الحقيقة، أسكب في عروقي يا  الله دفء الحنان وأغسل بصوتي بندى الفجر، إلهي أعني على تفريغ عروقي من بخار التخمة علني أشاهد الطريق وأسمع وأرى". عالم أمية حمدان عالم هادىء أقرب الى الهمس، وكلماتها تختبىء بين العقل والعين والقلب، وصمتها معطر بالرقة واللطف، وفي قلبها مكان للدفء والصداقة.

 تنام الآن أمية حمدان على كتف تلة مطلة على وادي لامارتين في صوفر كأنها تتجلى في كلمات أو صلوات تحمل في نسيجها بذور الحياة والذكرى والأمل.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم