اشترِك في نشرتنا الإخبارية
فسيفساء الأماكن (30):الاستسلام تَرَفٌ لا يَستطيع له إلّا من له بَدائل، وأنا لا بَديل لي
11-01-2022 | 11:52
رامي يمّين
الكاتبُ الجيّد يقولُ ما في باله بطريقته الخاصّة والسحريّة، أمّا الكاتبُ العظيم فيقول ما أردنا قوله كلّنا ولم نَعرفْ كيف.
...
لا يمشي الوقتُ إلّا للأمام. لا يكترثُ كثيراً لضخّ المشاعر فيك ولا لِلصراخ، كإمرأة ما زلتَ تُحِبّها وهي لا تُحِبُّك. لا أعرف كيف أعيشُ في عالم لا يتوقّف الوقتُ فيه. كيف أعيش إذاً؟ أراجعُ حِساباتي لِأجدَ رهاناً هنا وآخرَ هناك، بأنّ الله سَيَسمعُ نِداءاتي ويوقفُ الوقتَ لحظةً رأفةً بي.
...
هذا الحاضر بكلّ زَخمه لا يَنهمر عليك لِيُثقلكَ بمزيدٍ من الذكريّات المعقّدة. هو بَحرٌ يُريد حَملَكَ وتَغطيةَ مَفاصِلكَ المتعبة كلّها. هو فُرصتك لِتنسى اسمَك وكلَّ المَعارك التي وَجَدتَ نفسك فيها دونَ أن تَختارَ ذلك أو حتى تَنتَبِه.
...
أنا مُنهزم، مُنهزم جدّاً. وإذا نَظرتَ إليّ وسَألتني: لماذا اذاً ما زلتَ تُقاتل ولَم ترمِ سِلاحَك بَعد؟ لَقُلت: إنّ الإستسلام تَرَفٌ لا يَستطيع له إلّا من له بَدائل، وأنا لا بَديل لي.
...
الخيارُ أحياناً ييدو وكأنّه: إمّا أن تَرمي بِنَفسكَ عَن جِسرٍ عالٍ أو أن تَرميَ الفرح في قلوبِ الآخرين.
...
ليس لنا إلّا بعضنا. اذا شعرنا بنفور من الآخر، فهذا تنكّر لخجلنا منه، ومن فشلنا في التواصل.
...
جرحُنا جعلَنا نبحثُ عن الحبّ في قَعر قَناني الخمر، في آخر السجائر وأسفل أكواب القهوة.
