اشترِك في نشرتنا الإخبارية
فسيفساء الأماكن (40): الغربة هي ألّا يصلك من "إهدن" إلّا الهواء
03-06-2022 | 10:04
رامي يمّين
لَو كنتُ أُصلّي لَقُلت: لا تَظلمْنا ولا تجعلْ منّا ظالمين.
***
أجملُ ما فينا هو هذا الضوء الذي لا يطاله الألم. هذا الضوءُ الذي لا يختفي أبداً، لكنّنا نحن ننساه.
إجعلْ من هذا الضوء وجهك.
***
هناكَ حاجزٌ في داخلنا لا نجرأ على عبوره من دون الآخر. هي حاجتنا للحب.
أتعاطفُ مع كلّ مَن حاولَ عبورَ هذا الحاجز لوحده عبرَ الفلسفة، لكنّني أعرفُ أن الحبَّ هو كالأجنحة يعبرُ فينا بعيداً من دون تعب.
***
أُروِّضُ الخوفَ في داخلي. الخوف من أحلامي الكثيرة التي دوّنتها حينَ حلَّ عليّ ظلام ولم أجدْ في الحاضر ما يحميني.
لا ظلام الآن، أعدْ ترتيبَ عينَيك لترى الحياةَ التي هي، كما الكتابة، عميقة في بساطتها وبعيدة في تعقيدها.
***
كلُّ ما يضافُ إلى اللغة يأتي من خارجها، لذا عليكَ بالصمتِ أحياناً.
كلُّ ما يُضاف إلى التواصل البشريّ يأتي من خارجه، لذا عليكَ بالوحدةِ أيضاً.
***
رأسي في الهاتف والهاتف في رأسي. يأتي هواءٌ بارد يعودُ بي إلى "إهدن".
أُكملُ رسالتي وأرفعُ بعدها رأسي، وأشعرُ بالخذلان كيف أنّني لستُ هناك.
أعتقدُ أنّ الغربة هي هذا، هي ألّا يصلك من "إهدن" إلّا الهواء.
