السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"ألبرغو" بشارة نمّور... رحلة العناد والمغامرة و"الجنون"!

المصدر: "النهار"
Bookmark
بشارة نمّور مع ابنه ريتشارد.
بشارة نمّور مع ابنه ريتشارد.
A+ A-
رؤوف قبيسيبين أسماء بعض الفنادق في لبنان، وأسماء أصحابها أو مؤسسيها ترادُف، وشيء من تداعي الأفكار والتذكار. إذا ذُكر الراحل نجيب صالحة على سبيل المثل، تذكًر السامع فندق "فينيسيا"، وخيالات بيروت في أزمنة عزها، وإذا قيل فندق "البستان"، تبادر إلى الذهن فوراً اسم صاحبته السيدة ميرنا البستاني. كذلك هي الحال، مع فندق "البرغو"، وصاحبه رجل الأعمال الصيداوي المثير للدهشة والجدل، بشارة نمور. في "النبي" يقول جبران: "الحياة لا تعود القهقرى أبداً"، وبرغم ما أصاب اللبنانيين من خيبات، وما لحق ببلدهم من نكسات وكوارث، افتعلها حكام فاسدون أغبياء، وطبقة من أصحاب المصالح، تناصرهم عشرات الألوف من الخراف الضالة السائرة وراء رعيانها بعماء، هناك لبنانيون عاقلون، متفائلون دوماً. أوفياء لبلدهم، حرصاء على أن يظل شامخاً كأرزه الخالد. لم يصفقوا في حياتهم لزعيم، ولم يشاركوا في الحروب والموجات البدائية التي تخرب البلاد، وتعبث بالعقول والضمائر، وتفقد المرء توازنه النفسي ورشده. يحبون وطنهم حتى العبادة، كما لو أنهم يرددون في أفئدتهم قول الراحل أمين تقي الدين في شعره: "إذا قيل لبنان قُل موطني/ وصلِّ له واسجُدِ"، وينشدون مع فيروز الرسولة، أغنيتها عن لبنان الكرامة والشعب العنيد، "بحبك يا لبنان يا وطني بحبك، كيف ما كنت بحبك، بجنونك بحبك".هل اللبنانيون شعب عنيد و"مجنون"؟ هناك مثل إنكليزي يقول: "ليس من الضروري أن تكون مجنوناً، لكن في الجنون بعض الفائدة"! لا شك في أن اللبنانيين شعب عنيد، وفي خصاله شيء من "جنون". هذا "الجنون"، قد يتمثل بحرب أهلية تفتك بالبشر والحجر، ويتمثل في الوقت عينه، بقدر كبير من نكران الذات وجنون التضحية، وارتباط بالأرض وإرادة لا تعرف الفتور، وإنجازات لا تعد ولا تحصى في ميادين الفكر والفن والأدب والشعر والغناء، والرسم والتصوير والمسرح والموسيقى، كأن قدر هذا البلد الصغير أن يكون مجلياً متقدما في حقل، متخلفاً متراجعاً في حقل آخر!بشارة نمور من اللبنانيين الذين لا يعيرون لخيبات الأمل حساباً. يعيشون في قلب لبنان، ويسعون إلى أن يساهموا في عودته كما كان ذات يوم. يصرّ على القول إن لبنان قد يتعثر، مثله مثل أي بلد في العالم، لكنه لا يلبث أن ينهض بفعل قوة كامنة في روح شعبه، المحب للعيش والحياة، كأجمل ما تكون الحياة....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم