الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ثلاثة سينمائيين طليعيين استعادهم مهرجان لوميير: أميركا في كلّ حالاتها الإجرامية والعاطفية والفانتازية

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
"قبل ان يعلم الشيطان أنك مت" لسيدني لوميت.
"قبل ان يعلم الشيطان أنك مت" لسيدني لوميت.
A+ A-
ليون - هوفيك حبشيان في دورته التي اختُتِمت قبل بضعة أيام، سلّط مهرجان لوميير السينمائي الضوء على أعمال ثلاثة سينمائيين أميركيين طليعيين، كلّ على طريقته وفي مجاله الخاص: سيدني لوميت (1924 - 2011) وجيمس غراي (1969) وتيم برتون (1958). اذا كان الأول حظي باستعادة لأعماله، فإن الثاني قدّم درساً عن تجربته الفنية، فيما أُسندت إلى الثالث جائزة لوميير خلال حفل ضخم أُقيم في ليون. وعُرضت لهؤلاء الثلاثة مجموعة أعمال تصوّر جوانب متعددة من أميركا، نتناول بعضها في المقال الآتي. "قبل ان يعلم الشيطان انك متّ" (2007) لسيدني لوميت دراما شكسبيرية ودرس سينمائي عمّا يمكن ان تخفيه عبثية القدر، مؤسلب على طريقة تارانتينو و"مؤدلج" على نحو يذكّرنا بحكمة جون هيوستن التي سبق ان أثبتت سوداويتها في "اسفالت جانغل". هو اذاً درس بصيغة وصية منحنا إياه مخرج حكيم له باع طويل في تفكيك الطبيعة الإنسانية، وهذا الفيلم هو الأخير له، أنجزه حينما كان في الثالثة والثمانين. كان لوميت يعي، أكثر من غيره، ان الجهود المبذولة حين تقترن بحتمية القدر لا يمكنها الاّ أن تنثر هباءً. ولا ينفع شيء مهما فعلت. انه اليأس في حالته الأصفى. في البداية هناك رجلان. نراهما يركنان سيارتهما أمام محل للمجوهرات. الأول، مقنّع، ينزل من السيارة فيما الثاني يبقى في داخلها. بضع دقائق ونسمع طلقة نار. ماذا حصل؟ مَن قتل مَن؟ أهو السارق أم المسروق؟ يؤجل لوميت، بفعل تقنية التقطيع الشيطانية التي يعتمدها، أسئلة كثيرة، فتظل معلقة. مونتاجه الذي يجيء على شكل "زابينغ" متقطع ينقلنا مكاناً وزماناً، والرابط الفعلي بين هذا كله، هو حادثة مأسوية تقع ذات صباح سبت في تمام الساعة التاسعة والدقيقة الثامنة والخمسين. على بعض من هذه التساؤلات الشيقة سيردّ الفيلم تباعاً، ويأخذ البعض الآخر رهينة هدفه حبس أنفاس المُشاهد طوال ما يقارب...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم