الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

مهرجان الأفلام المستقلّة LIFF أطلّ من زغرتا ومواهب الشمال شاركت وفازت

المصدر: "النهار"
جودي الأسمر
جودي الأسمر
خلال النقاش.
خلال النقاش.
A+ A-

في خطوة تترجم واحد من أسباب وجوده، انحرف "المهرجان اللبناني للأفلام المستقلّة" (LIFF) عن مركزيّة بيروت الفنّ والثّقافة، فقرّر القيّمون أن تنطلق باكورة نشاطات العام من "أوز" في رشعين/زغرتا، مساء أمس الأحد، في نشاط يدعم طلّاب سينما شماليّين بمبلغ ماليّ يساعد على تنفيذ مشروعَي تخرَّج ضمن مسابقة "أفضل سيناريو"، وعرض ومناقشة خمسة أفلام أُخرى، فـ"الهدف الأساسيّ من المهرجان هو التغيير من خلال الأفلام. نزرع بذور التغيير هنا وهناك، لذلك لا نكتفي بالموعد المعتاد في بيروت خلال شهر أيلول"، على ما يشير لـ"النهار" مدير المهرجان غوتييه رعد.

وفاز في المنافسة الطّالبيّة سيناريو "Joy" (فرح) لسام لحّام و"Sperm" (سائل منويّ) لجوزيف طنّوس، بعد خضوع الأعمال لتقييم لجنة التحكيم المؤلّفة من ثلاثة إختصاصيين في السينما، هم موريال أبو الروس، وسام معوّض ورامي عطا الله. كما جرى عرض ومناقشة الأفلام "Paradis" لكريس عاقوري، "Dry Jasmine" لجوزيف طنّوس، "Carefully crafted" لموريس زغبي، و "An attempt" لباميلا نصّور.

وفي سؤال "النهار" عن معايير اختيار المشروعين الفائزين، ترى عضو لجنة التحكيم موريال أبو الروس "الصدق"، وهو "كفيل بإيصال الشعور بعد قراءة السيناريو-التجربة، فلا يغادرني. السيناريو الأفضل برأيي هو تعبير مكثّف عن لحظة معيّنة عاشها الشّخص، لا مشوار حياة كامل سيختزل في عشر دقائق".   

وبرأي السينمائيّة، التوفيق بين دعم السينمائيين الشباب والحفاظ على مستوى فنيّ هام ممكن، طالما أنّ "الشخص ينتج الفيلم، ويستمرّ في تقديم ما لديه. مراكمة التجربة تساعد وصول الموهبة إلى مستوى الفنّ الّذي يستطيع بلوغه"، وترفض "التصنيف بين فنّ راقٍ وفنّ هابط. المهم أن يكون الفنّان صادق، يكتب قصّة، أثّرت أو أحدثت تغييراً في نفسه. من الضروريّ أن يعبّر الفنّان عن هذه القصّة تحديداً، باللغة الفنيّة الّتي يطالها. مثابرة الفنّان في المهنة هي ما يساعده على التطوّر".

ويحمل الفيلم الفائز "Joy" اسم عازفة بيانو شغوفة تبلغ من العمر 21 عاماً وتعيش في ضواحي بيروت مع أبيها المعوّق، وبعد فقدانها السيطرة الكاملة على جسدها، تعاني البطلة إثر فقدان والدتها حالة نفسية صعبة مسماة بـ"اضطراب التحويل". أراد المؤلّف لحّام أن يظهر استعداد الصبيّة للتكيف مع واقعها الأبدي بأنها لن تكون قادرة على التحكم في يديها بنفس الطريقة التي تلعب بها الموسيقى. الصدفة جمعتها بفرقة موسيقية في الحانة التي تعمل فيها، ممّا فاقم حالتها النفسية.  لكن الشخص الذي أحبطها أراد استدراك خطئه، فقدم لها هدية أعادتها إلى الأيام الخوالي، وأيقظت شغفها بالموسيقى. خلاصة فيلم سام لحّام في لغة الموسيقى العالميّة، منبعها الداخل.

(غوتييه رعد، كريس عاقوري، باميلا نصّور)

أمّا السيناريو الثاني الفائز "سائل منوي"، يعالج مسألة إجتماعيّة- دينيّة ممنوعة، خضّت المجتمع اللّبنانيّ منذ فترة قريبة والفاتيكان في السنوات الأخيرة. قصّة متخيّلة عن جون، الناجي الذي تعرض للتحرش من قبل كاهن في مدرسته الرهبانية في سن العاشرة. يتناول جوزيف طنّوس المنعطف الدرامي بمعالجة متقدّمة، في اقتراحه تجاُوز البطل هذه الصّدمة وفواتيرها النفسية من خلال تطهيره خطايا الكاهن وهو في سن العشرين.

(غوتييه رعد، جوزيف طنّوس، باميلا نصّور)
 

يعلّق غوتييه رعد "مواهب هائلة تشارك في مهرجاننا من مناطق خارج بيروت وضواحيها، خصوصاً الشمال. وبالـ"مواهب" أعني فيلماً كُتب وأُنتج وممثلوه أيضاً من هذه الحافظة. نحن نعلم أنّ الظرّوف الماديّة التي صعّبت التنقّلات، ستمنع مدعوّين من اجتياز المسافة نحو بيروت لحضور ومناقشة الأفلام. مسؤوليتنا هي دعم صناعة الأفلام في المناطق والمجتمعات المنسيّة ثقافيّاً وفنّياً، كأن نقول لأبنائها: أقرانكم يبدعون أفلاماً جميلة، وأنتم قادرون على المثل. لا ننسى أيضاً أنّ هذه المناطق تختزن تاريخاً سينمائياً غزيراً، لا سيّما طرابلس وزغرتا، فلِم لا نخطو إليها؟ في هذه الظروف بالذات، علينا تحريك الثقافة في مختلف أنواعها، ولتكن بمتناول الجميع. زغرتا ليست سوى البداية، وبعد شهرين، سنواصل هدفنا بتعزيز الثقافة البصريّة في مناطق  جديدة".

هذا التنويع حمل أثراً مباشراً، لمسه مدير LIFF في "مقاربة فيلم باميلا نصّور "An Attempt" وعموم النقاشات لدى خاضها المشاركون في الشمال. وجدنا الفوارق والإختلافات عن تلك الّتي شهدها المهرجان في بيروت كبيرة وبالتالي فهي انعكاس لتلوّن واعد".

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم