الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

"غوغل" يحتفي بإيتيل عدنان المدمنة على حرّية الوطن والإنسان

المصدر: "النهار"
 إيتيل عدنان.
إيتيل عدنان.
A+ A-
تستقبلنا الرسّامة والشاعرة إيتيل عدنان (1925-2021) اليوم على تطبيق "غوغل" جالسةً في محترفها، حاملة ريشة، والى جانبها مجموعة كتب لشعرها ولمراسلاتها.

جاءت رسالة من هذا العالم الافتراضي مطالبةً إيّانا بأن نعطي الصدارة للون وللكلمة أكثر من أي شيء آخر يقارب الجو الغوغائي، الذي يحيط بنا في هذا العالم المجنون، المحكوم بالأنانية وبالجشع بامتياز.


تجلس الرسامة والشاعرة الكوزموبوليتية اللبنانية الأميركية إيتيل عدنان محاطة بأعمالها، وهي مبادرة تكريمية من الرسوم المبتكرة في تطبيق "غوغل" لها، باعتبارها "من أكثر المؤلفين الأميركيين العرب نتاجاً من جيلها".

يكفي أن نعود الى حياة عدنان المفعمة بالتمرد على الموروثات العائلية من خلال مصادر عدة أبرزها رسائلها مع فواز طرابلسي ومحاكاتها لبيروت بعد فاجعة 4 آب.

عاشت عدنان، التي جمعها هيام لبيروت، مدمنة على الحرية، وهي امتداد لتوقها الى السفر لاكتشاف سماء الأوطان كما الحال في مدينة بيروت، باريس وكاليفورنيا، وهو ما ترجمته من خلال الرسوم المبتكرة، التي تظهر وراء عدنان، من خلال لوحة لجبال كاليفورنيا تجمع فيها فكرة الانتماء إلى المكان وامتداده في هذه الجبال الواسعة.

لمَ إيتيل عدنان؟ بالنسبة للمتطفلين، هي رسالة للالتزام بالوطن، وبالإنسان أينما كان. هي حضور امرأة نجحت في مسيرتها العادية والمهنية بامتياز أن تسقط الحواجز بين البشر عبر الكلمة واللون، مجاهرةً بحرّية المرأة والإنسان في أقاصي العالم كله.

انطلقت إيتيل عدنان، التي شقت طريقها في تعليم الفرنسية في المدرسة الأهلية، بالرسم من بيروت بعد لقاء جمعهما مع يوسف الخال في غاليري وان وهي أول مساحة للمعارض في بيروت لتنتقل من بعدها الى العالمية محاورة اللوحة بجملة أحاسيس مفعمة بالإيقاع واللون، مع ما يرافق ذلك من ميل تجريدي واضح لإقران اللوحة بأشكال هندسية عدة كالمربّع، المثلث والمستطيل، وما يرافقها من خطوط أفقية وعمودية واضحة كالشمس الساطعة في بيروت وعواصم العالم كلها، التي زارتها عدنان بروحها أو بجسدها.

تضجّ لوحاتها بالحيوية المتدرّجة من الأصفر الى درجات مختلفة للون الوردي متنقلة بلباقة من الأزرق الفاتح الى الأزرق الخزامي، ومن الأخضر الضاحك إلى البنّي المرادف للون التراب.
لإيتيل عدنان بلاغةٌ في اللون والمعنى. مالت في لوحاتها التجريدية إلى الطبيعة، معتمدةً على هندسات "مختصرة" في حكاية اللون.

ولن ننسى البتّة أن قسماً كبيراً من أرشيفها وصل إلى مكتبة جافيت في الجامعة الأميركية في بيروت، بجهود كل من رفيقة دربها الفنانة التشكيلية سيمون فتال و أستاذة الأدب العربي والمقارن في كلية الأداب والعلوم في الجامعة نفسها البروفسورة سونيا ميشار الأتاسي.

هكذا يكرّم الفضاء الافتراضي إيتيل عدنان، اسم علم عجزت الدولة اللبنانية عن تكريمه إلى اليوم، أسوةً بكبار المفكّرين الذين لم ينغسموا في "خنادق" الحياة السياسية المهترئة في لبنان.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم