جواد الساعدي
ستأتي جنازتي
كطَيرٍ آبقٍ
باغتَ الرّيحَ والمطرْ
بعدَ أنْ تقضي
عامها الأخيرَ
ضيفًا مقيمًا
في ثنايا الضَّجرْ
أخافُ، أَنْ تخذلَني الرّيحُ
وتقتاتُ روحي
مِنَ الغيضِ
والأحلامِ
والأوهامِ
والأيّامِ
مِنْ سوءِ النّوايا
في صنيعِ البشرْ
أخافُ أَنْ تُعيدَني الجَنازةُ
كطيرٍ طاردتهُ المنايا
واسْتسلمتْ
ريشاتُهُ للقدَرْ
يا إلهي
يا لَصمتِ"ناسي"
يا لَصمتِ الحَجَرْ
ستأتي جنازتي
ولا مَنْ يبالي
أينَ أمضي؟
أو ما تتوقُ نفسي
بعدَ عامٍ مضى
وعامٍ أتى
ولا، مَنْ صحا
أو، مَنْ سكر؟
أخافُ أن تأتي جنازتي
كطيرٍ تائهٍ
خادعتهُ غيومٌ
وما ابتلَّ جُنحاهُ
بشيءٍ
مِن مَطرْ
يا لَصمتِ"ناسي"
يا لَصوتِ الرّيحْ
يا لَصوتِ المراثي
****
يا لَصوتِ الضَّجرْ!
(فجر 01.01.2022)