مَن المسؤول عن تعثّر إحياء "الإتفاق النووي"؟

سنوات عدة استمر التفاوض غير المباشر ولاحقاً المباشر بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي استضافته سلطنة عُمان القريبة من الدولتين، بل مهّدت له أولاً مستعينةً بمواهب قائدها في حينه وبقراره الذي أبعد بلاده وشعبه عن المحاور العربية والإقليمية والدولية، و"خصّصه" إذا جاز التعبير بعمل بالغ الأهمية هو جمع المتخاصمين بل المتعادين والمتحاربين في الشرق الأوسط وبين دول فيه ودول كبرى في العالم والإبتعاد قدر الإمكان عن الإصطفافات. ذلك أنه موقف لا يحتمله شعبها المسالم وموقع دولته بين إيران الإسلامية والدول العربية في الخليج وفي مقدمها المملكة العربية السعودية الأكبر مساحةً وشعباً وثروات طبيعية متنوّعة، إذ كانت العلاقة بين الفريقين غير جيّدة عموماً أيام إيران الشاهنشاهية جرّاء اعتدادها بقوتها وحجمها وعلاقتها الجيدة بأميركا وإسرائيل التي زرعها الغرب في المنطقة للإحتفاظ بسيطرته عليها ولرغبته في ممارسة دور الوصيّ أو الوليّ على المحيط العربي. بعد سنوات التفاوض الطويلة المشار إليها أعلاه وقّعت الدولتان، أي أميركا وإيران، في 2015 ما سُمّي الإتفاق النووي، ووقّعه الى جانبهما شهود هم أعضاء دائمون في مجلس الأمن، أي الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا ودولة من خارجه هي ألمانيا. وغرِق في حينه الطرفان الأساسيان، أي أميركا...