لبنان بلد العادات المتسللة إلى ايقاع الحياة اليومية فيه بقوة التكرار. الأمثلة ليست ما ينقص: أعدمت الكهرباء تماماً بعدما تسربت العتمة الى مفاصلها في كل أنحاء البلاد، ولم يأسف عليها سوى العاجزين عن معانقة فرانكلين دي روزفلت، وحبسه في جيوبهم. ظهرت المولّدات في حياء، ثم باتت هي معامل إنتاج الكهرباء، وبعدما كانت شكوى الناس من ضجيجها جهاراً، صار القلق من توقفها أعظم، وصار هذا الضجيج ايقاعا مستحباً.قبل ذلك امتدت "الكابلات" الفضائية عابرة أسطح الأبنية، ولم تنفع ضدها شكاوى أصحاب الأخيرة، ولا دعاوى شركات البث الفضائي، إلى أن سلم الجميع بالأمر الواقع، وصار التعدي على حقوق الآخر، من طبيعة الحياة العامة، ومسلماتها.خلت الأنابيب من مياه الدولة، بينما كانت الصهاريج تبلل أيامنا وليالينا بمياه تجلبها من خزّانات هذه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول