في بداية السبعينات، أصدر الباحث الأكاديمي المبدع إيليا حريق كتاباً عنوانه "مَن يحكم لبنان". ورغم أن الكتاب يتناول تحليل النخبة الحاكمة في لبنان من مقاربات مختلفة، فقد حرّك عنوانه وقتذاك خيال جيل الشباب الذي غزته الأفكار اليسارية، لأنه كان يهتمّ بالتحليل الطبقي للسلطة الحاكمة. كان جيلنا يعتقد أن "الطغمة المالية" هي التي تستأثر بالسلطة وتتحكّم بالنظام السياسي وتسخّره لمصالحها، وبالتالي فإن بين المنظومة السياسية والمنظومة المالية تحالفاً وثيقاً واتّحاداً لا ينفصم. وقد تبيّن مع الوقت ضعف هذه النظرية، فالحكم في لبنان هو بيد زعماء الطوائف والعائلات السياسية ومصالحهم تتفوّق على أيّة مصالح أخرى في النظام. في الأشهر المنصرمة، عندما بلغت الأزمة الاقتصادية ذروتها، بدا النظام السياسي الفاسد والفاشل على أتمّ الاستعداد للتضحية بالنظام المالي...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول