سِمات نظام عالمي آخذ بالتشكّل

يتفق مجمل المراقبين على ان حرب اوكرانيا التي صارت حربا مفتوحة في الزمان، عملت على التعجيل في بلورة سمات جديدة في العلاقات الدولية. سمات ستطبع دونما شكّ وبقوة النظام العالمي الذي ما زال في طور التبلور منذ ما بعد سقوط نظام الحرب الباردة، نظام الثنائية القطبية، وبعده اندثار "لحظة الاحادية" الاميركية. اللحظة، والتعبير للكاتب الاميركي تشارلز كروسمر، التي ظهرت لكنها لم تعمّر غداة سقوط الاتحاد السوفياتي ومعه سقوط نظام الثنائية القطبية الذي نشأ غداة نهاية الحرب العالمية الثانية. أولى هذه السمات وليس بالضرورة اهمها إعادة إحياء دور منظمة حلف شمال الاطلسي (الناتو) الذي تراجع وتهمّش بشدة، وكان ذلك امرا طبيعيا مع سقوط او اختفاء العدو الاستراتيجي المتمثل بمنظمة حلف وارسو. لكن عودة الخطر الاستراتيجي الذي تعبّر عنه عودة روسيا القوية عبر البوابة الاوكرانية الى لعبة المواجهة بأشكال مختلفة في لعبة المنافسة الجيوستراتيجية بدءا من "المسرح الاوروبي"، أعطت قوة دفع كبيرة لإنعاش دور "الناتو" بدءا من اوروبا، ولكن ايضا حتى "منطقة المحيطين" (الهادىء والهندي). ومن المفارقات المثيرة للاهتمام ان السويد المحايدة، وفنلندا التي كانت...