وفاة إيرتون سينا بدّلت معالم "فورمولا 1"؟

في الاول من أيار 1994، لقي السائق الأسطوري البرازيلي ايرتون سينا مصرعه إثر حادث اصطدام سيارته خلال سباق الجائزة الكبرى في سان مارينو. غيّر مقتل السائق الأسطوري الكثير بالنسبة الى معايير السلامة في عالم سباقات السرعة، واقتصرت حالات الوفاة على الحلبات من بعدها على الإيطالي جول بيانكي إثر حادث تعرض له عام 2014 أدخله في غيبوبة حتى وفاته في العام التالي. قبل مقتل سينا، كانت السلامة في "الفورمولا واحد" تشهد تحسنا، إذ قضى أربعة سائقين جراء حوادث الحلبات في الثمانينيات من القرن الماضي، مقابل 10 في العقد السابق. لكن نهاية الأسبوع الأسود على حلبة إيمولا في سان مارينو، ومصرع سينا يوم السباق الأحد غداة وفاة النمسوي رولاند راتزنبرغر السبت خلال التجارب، أعادا الأمور الى النقطة الصفر.

خلص التحقيق المطول الذي أجراه القضاء الإيطالي، الى تحميل مسؤولية الحادث لكسر تعرضت له ذراع التوجيه في سيارة فريق وليامس التي كان سينا على متنها. المهندس أدريان نيوي الذي ساهم في تصميم السيارة، وضع هذا الاستنتاج موضع الشك.

وقال البريطاني الذي يعدّ من أبرز المهندسين الذين عرفتهم الفئة الأولى في العصر الحديث، في سيرته الذاتية التي نشرت عام 2017: "أكانت ذراع التوجيه هي التي تسببت بالحادث أم لا، لا ننكر أن هذه القطعة كانت منجزة بطريقة سيئة وكان يجب ألا يتم تركيبها في السيارة". السبب المباشر لوفاة سينا عائد الى ارتطام قطعة من جهاز التعليق برأسه بعد خروجه عن المسار عند منعطف تومبوريلو واصطدامه بالحائط الاسمنتي بسرعة تجاوزت 200 كلم/ساعة.

وما بعد الحادث أدخل الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" الكثير من التعديلات تدريجاً لضمان سلامة السائقين، وصولاً الى الموسم الماضي حيث أدخل نظام "هايلو" حيز التطبيق في 2018، وهو أشبه بـ"قفص" دائري مثبت حول قمرة القيادة لتوفير حماية إضافية لرأس السائق والحؤول دون تعرضه للارتطام بأي حطام متطاير أو عوائق. كذلك أدخل الاتحاد الدولي تعديلات على مسار بعض الحلبات، لا سيما إيمولا حيث تم تغيير شكل تومبوريلو بالكامل بدءا من عام 1995.