الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

واشنطن تتّجه لإدراج "الإخوان" على قوائم الإرهاب... ما علاقة "صفقة القرن"؟

المصدر: "النهار"
القاهرة- ياسر خليل
A+ A-
ويأتي هذا التقرير في وقت تستعدّ فيه واشنطن للإعلان عن "صفقة القرن" التي قال جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي، إنه سيتم الإفصاح عنها بعد شهر رمضان.

ويرى خبراء ومحلّلون أن واشنطن تحتاج إلى دعم القاهرة لتمرير خطتها لتسوية الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الإدارة الأميركية قد تقدِّم ترضية لمصر، تتمثّل في الإعلان عن اتخاذ خطوات نحو إدراج الإخوان المسلمين على قوائم الإرهاب الأميركية.

لكن يبقى الإعلان شيئاً، والتنفيذ على أرض الواقع شيء آخر، خاصة وأن هذه الخطوة قد تصطدم برفض الكونغرس لها، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض المؤسسات الأميركية تتحفّظ على إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب، حسب تقرير "نيويورك تايمز".

"مطالبات متكررة"

وتقول الدكتورة نهى بكر أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأميركية لـ"النهار": "هذه المطالبات خرجت من القاهرة مباشرة في أعقاب 30 حزيران 2013 (مع الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين)، وكان الجانب الأميركي غالباً ما يطلب الانتظار للحصول على أدلة كافية لارتباط جماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب وأعمال العنف".

وتضيف أستاذة العلوم السياسية: "نحن لا نعلم إذا كان القرار الأميركي سوف يصدر بحق جماعة الإخوان في مصر أو ضد تنظيمها الدولي. التفجيرات التي تحدث حول العالم تشير إلى أن الجماعة جزء منها، ولدى القاهرة استراتيجية شاملة في هذا الشأن، وقد أعلنها الرئيس السيسي في أكثر من مناسبة".

الاستراتيجية الشاملة التي تتبنّاها مصر، حسبما توضح بكر، "تنطلق من أنه لا يجب التركيز على جماعة إرهابية واحدة، ولكن النظر إلى الإرهاب بصورة أشمل. جماعات الإسلام السياسي مرتبطة ببعضها البعض، ولها دور في ما يحدث من عمليات إرهابية حول العالم، لذا فإن مكافحة الإرهاب لن تكون مجدية إذا تمّ التركيز على داعش وحدها، دون غيرها من الجماعات".

الإشكالية الرئيسية حسبما تقول أستاذة العلوم السياسية هي أنه "مثلما تطالب دول عربية أن يتمّ إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، فإن دولاً أخرى دمجتها في نظامها السياسي. وإذا صدر القرار الأميركي، فإن الدول الداعمة للجماعة، بما في ذلك تركيا سوف تخضع لعقوبات، باعتبارها راعية للإرهاب".

"التورّط ثابت"

ويقول منير أديب الخبير في شؤون جماعات الإسلام السياسي والإرهاب الدولي لـ"النهار": "أعتقد أن الولايات المتحدة ليست جادة في خطوة تصنيف الإخوان جماعة إرهابية. هناك شواهد كثيرة تشير إلى أن الجماعة ضالعة في العنف، ومع هذا لم يتم تصنيفها طوال السنوات الماضية".

ويشير إلى أنه "منذ أن نشأت الجماعة في العام 1928 كان التنظيم دعوياً، إلى أن تمّ إنشاء ما سُمِّي (التنظيم الخاص) وكان ذراعاً عسكرياً للجماعة، وأنشأت بعد ذلك مجموعات مسلحة مثل الجوّالة، وحدث ما يمكن أن نسميه عسكرة الإخوان، وقامت باغتيال شخصيات عامة وقضاة ورجال شرطة ووزراء وشخصيات سياسية أخرى".

لم يقم حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين بحلّ "التنظيم الخاص"، حسبما يؤكد الخبير في شؤون الإرهاب: "وبعد وفاته رأت الجماعة أنه من مصلحتها حلّ هذا الكيان العسكري السرّي، ولكن بقيت أفكاره المحرّضة على العنف، والتي وضعها البنا، وهي ما زالت تدرَّس في أوساط الإخوان المسلمين حتى الآن".

ويطرح الخبير في شؤون الإرهاب سؤالاً "هل كانت هذه مرحلة تاريخية انقضت؟ الإجابة لا. بعد العام 2013 مارست الإخوان العنف من خلال حركات مسلحة، مثل (حسم) و(لواء الثورة) و(المقاومة الشعبية)، والأخطر من هذا هو أن أفكار الجماعة نفسها، هي التي تولِّد هذا العنف والإرهاب".

"أغلب قادة الإرهاب في العصر الحديث تربّوا في مدرسة الإخوان المسلمين"، يقول أديب، "ومن أمثلة هؤلاء، أسامة بن لادن، وهناك تسجيل شهير لأيمن الظواهري زعيم التنظيم الحالي، يقول فيه إن بن لادن كان من الإخوان المسلمين، والتسجيل متاح على يوتيوب، وأبو بكر البغدادي زعيم داعش كان من الجماعة أيضاً، وهذا ذُكر على لسان الشيخ يوسف القرضاوي، والتسجيل متاح على الإنترنت".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم