
من قال إن المبدعين يعتزلون بمجرد أن تسدل الستارة على مهامهم الإبداعية؟ فكارولينا هيريرا هي الفن، وهي أسلوب العيش اللاتيني الراقي، ولا نستطيع فصل الدار عن روحها، لأن الدار هي وهي لا تستطيع التنفس خارج الدار، ولكن وكما لكل قصة نهاية، أحبت كارولينا هيريرا أن تسلم الدفة لمصمم جديد، لعلّه يبحر بها الى أبعد مما تستطيع، وهي التي تشرّبت من القرن العشرين إلهامها، فهل سينجح غوردون ويز في مهامه؟
كارولينا هيريرا تشبه المحيط الذي يروي ولا يرتوي، فلقد عاشت حياتها تحبّ اللباس ولديها أسلوب خاص في التنسيق، فالستايل كما تقول هيريرا "ليس في الماركات التي نرتديها بل في أسلوب ارتداء القطع معاً". في الخامسة عشرة من عمرها رافقت كارولينا جدتها الى باريس لحضور عرض بالنسياغا وكانت آنذاك غير مهتمة بالتصميم، ولكن الأسلوب كان متأصلاً فيها. وكبرت كارولينا لتصبح سيدة متزوجة ترافق زوجها رينالدو هيريرا الرجل الأرستقراطي والديبوماسي الذي يشبه السفينة التي لها في كل خليج مرفأ. في السبعينيات انتقل الثنائي من كاراركاس الى نيويورك ليعيشا فيها. وكان رونالد ريغن صديق العائلة ورئيس الجمهورية. وعرفت بأسلوب لباسها الأنيق الذي يجمع الرقي الفنزويلي والعصرنة الأميركية، فاشتهرت بالقميص الأبيض وبالتنانير الواسعة المشدودة الى الخصر بحزام ولم تتردد في تشكيلتها الأخيرة الى ابتكار العديد منها.
عندما اقتحمت كارولينا غمار التصميم ظن الجميع أنها سيدة مرفّهة تتسلى، ولكنها أثبتت حسها المرهف وابتكرت تصاميم راقية من دون ان تكون مبتذلة ومطرزة من دون أن تكون مزركشة.