السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ما هي مادة البولونيوم التي اغتيل بها عرفات؟

A+ A-

البولونيوم الذي رجح خبراء سويسريون ان يكون الزعيم الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات قد توفي مسموما به، مادة مشعة بالغة السمية تسمم بها في 2006 الكسندر ليتفيننكو الجاسوس الروسي السابق الذي اصبح في ما بعد معارضا للرئيس فلاديمير بوتين.


وبحسب نسخة عن التقرير الذي نشرته قناة الجزيرة، فان نتائج تحاليل العينات التي اخذها مختبر سويسري من رفات ياسر عرفات الذي توفي في 11 تشرين الثاني 2004 في مستشفى عسكري فرنسي "تدعم باعتدال الفرضية القائلة ان وفاته كانت نتيجة لتسممه بالبولونيوم-210".
واكد مصدر فلسطيني طالبا عدم كشف اسمه ان "ما كشفته الجزيرة صحيح".


وفي تموز 2012، كشف فيلم وثائقي للجزيرة وجود كميات غير عادية للبولونيوم على اغراض شخصية لعرفات سلمتها زوجته سهى للفضائية التي ارسلتها الى المختبر السويسري للتحليل.


والبولونيوم عنصر كيميائي طبيعي موجود في معدن اليورانيوم (بشبلاند) وقد كشفته ماري كوري في 1998، ويستخدم كمصدر اشعاع الفا في الابحاث والطب، لكنه ايضا مصدر تدفئة في المركبات الفضائية.


الا انه يبقى نادرا جدا، مع جزء من مليار غرام من البولونيوم كحد اقصى في عشرة غرامات من اليورانيوم. وانتاجه يتطلب مفاعلا نوويا ويقدر باقل من مئة غرام سنويا على المستوى العالمي غالبيته العظمى مصدرها روسي.


والبولونيوم قابل للذوبان وعلى درجة عالية من السمية في جرعات صغيرة جدا عبر الاستنشاق او عبر المعدة، وهو عنصر خطر للغاية يتطلب استعماله تجهيزات خاصة واجراءات صارمة. وهو كاف لوحده للتسبب بسرطانات عبر استنشاقه لدى حيوانات المختبر.


وفي تشرين الثاني 2006 اثارت وفاة الكسندر ليتفيننكو مسموما بمادة البولونيوم ليكون اول ضحية معروفة لـ"اغتيال اشعاعي" بحسب خبراء، ازمة دبلوماسية بين بريطانيا وروسيا.


وقد توفي ليتفيننكو الذي انشق عن اجهزة الاستخبارات الروسية ولجأ الى لندن، بعد ثلاثة اسابيع من تناوله الشاي مع عميل روسي سابق اخر. فقد اصيب كبده ونخاعه العظمي بجرعات كبيرة من الاشعاعات وفقد شعره في ايام قليلة.


وفي حالة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لم تتوفر مطلقا اي معلومات طبية واضحة حول اسباب وفاته في 11 تشرين الثاني 2004 في مستشفى عسكري فرنسي. وكان قد ادخل الى ذلك المستشفى في اواخر تشرين الاول بعد معاناته من الام في المعدة من دون حرارة في مقره برام الله حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الاسرائيلي منذ كانون الاول 2001.
وفي اواخر تشرين الثاني 2012 اخذت نحو ستين عينة من رفات عرفات في رام الله ووزعت بعد ذلك لاجراء التحاليل عليها على ثلاثة فرق محققين سويسريين وفرنسيين وروس.


وذكرت مصادر فلسطينية رسمية الثلثاء ان تقارير الفريقين السويسري والروسي سلمت الى القادة الفلسطينيين من دون اي معلومات عما تتضمنه من استنتاجات.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم