التطبيع مع إيران يتطلّب تحسين سلوكها

دراسات -  غشاء البكارة
Smaller Bigger

غشاء البكارة جزء من الجهاز التناسلي للأنثى، يبدأ تكوّنه في المرحلة الجنينيّة في بطن الأم. وهو عبارة عن غشاء جلدي رقيق وشفّاف مشدود يقع على بعد سنتيمتر واحد تقريباً من مدخل المهبل؛ وهو يسمح بخروج الدم خلال الدورة الشهرية من خلال ثقب كبير بما فيه الكفاية في منتصفه أو على أحد أطرافه، أو ثقوب صغيرة غير منتظمة، أو ثقبين صغيرين متوازيين، كما قد لا يكون هناك أي ثقب. وهو ايضاً تكوين مخاطي يسدّ جزئياً مدخل المهبل. لا فائدة فيزيولوجية ووظيفية له على الإطلاق، وهو يتمزّق مبدئياً عند إيلاج القضيب في المهبل خلال إقامة أول عمل جنسي... مما يؤدي إلى نزف كمية صغيرة من الدم.


يجهل كثيرون أنّ لغشاء البكارة أشكالاً عديدة ومتنوّعة، ولا يعرفون بأن لا شكل محدداً له. والشكل الأكثر شيوعاً هو الهلالي الذي تكون فتحته نحو الأعلى. وهناك أيضاً الشكل الحلقي، لأنه يشبه الحلقة، والشكل الدائري ونصف الدائري والشكل المتعرّج (مشرشر). هذه الأشكال الفيزيولوجيّة المتنوعة لها أهميتها كونها أساسية خلال العلاقة الجنسية الأولى.
في الواقع هناك العديد من الأشكال الفيزيولوجية لغشاء البكارة الذي قد يكون أحياناً مُحكماً من دون ثقب...هذا عدا عن الحالات التي لا يكون فيها لدى الفتاة غشاء بكارة على الإطلاق لأسباب خلقية بيولوجية طبيعية.
بعض المشكلات الطبية الطفيفة ترتبط بأشكال غشاء البكارة، نذكر منها حال الغشاء غير المثقوب والغشاء ذو الحافة (شفرة). إذ يمنع الغشاء غير المثقوب تدفق دم الدورة الشهرية ويؤدي إلى إحتباس الدم في جوف الرحم عند كل دورة، والحل الوحيد في هذه الحالة هو اللجوء إلى الطبيب لإحداث ثقب فيه. أما غشاء البكارة ذو الحافة أو الشفرة، فتكون فتحته مغطاة بلحمية تكون في بعض الحالات صلبة أو سميكة إلى درجة إحساس الفتاة بألم شديد عند إقامة أول علاقة جنسية وقد يصل بها الأمر إلى حد منع حصول أي إيلاج. وفي حال تمّ الإيلاج بطريقة عنيفة، يحصل تمزق في هذه الحافة ونزف بسيط. يمكن إستئصال هذه الحافة عبر عملية جراحية بسيطة.
بعد البلوغ، وفي حال كان الغشاء موجوداً وسليماً، غالباً ما يكون طرفه متدلياً ويكون الجزء الداخلي منه غير متصل بالغشاء المهبلي الداخلي. يسمح الثقب المفتوح تلقائياً لغشاء البكارة بإدخال أحد أصابع اليد. إلاّ أنه من الممكن إدخال إصبعين في حال كان الغشاء مرناً. وهنا يمكنني أن أجزم بأن إدخال الأصابع خلال المداعبات يسهم في التخفيف من حدة العنف الذي يرافق الإيلاج من الناحية الفيزيولوجية، وفي الحد من التوتر الذي ينتاب المرأة من الناحية النفسية.


اعتقاد خاطىء
لا شك في أن عذرية الفتاة عند الزواج على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة الى بعض المجتمعات والثقافات. لذا من الشائع إعتبار غشاء البكارة إذا كان سليماً وغير ممزّق كدليل على العذرية، وإن كان هذا المعتقد مضللاً وخاطئاً. وهذا هو السبب الذي يدفع بعض الفتيات إلى اللجوء إلى ترقيع أو رتق (خياطة) الغشاء الممزق في حال كنّ قد أقمن علاقة جنسية قبل الزواج.
فض غشاء البكارة يضع الفتاة أمام واقع جديد يتمثل في إمكان القيام بعلاقة جنسيّة مع الرجل. وتبين الدراسات عمق الصدمة النفسية التي تسبّبها خسارة هذا الغشاء. فقدان أو خسارة العذرية وإقامة علاقة جنسية للمرة الأولى، أسباب للعديد من المخاوف والتساؤلات لدى الفتيات. تتمحور هذه التساؤلات والمخاوف غالباً حول إمكان الشعور بألم وحدوث نزف.
فض غشاء البكارة يتم عند إدخال القضيب في المهبل. درجات متفاوتة من الألم ونزف خفيف يرافقان غالباً هذا التمزق. إلاّ أن النزف الذي يحصل في هذه الحالة لا يمكن تعميمه على كل الفتيات لا سيّما وأن هذا الأمر يعتمد على كمية الأوعية الدموية الصغيرة في الغشاء. يتفاوت النزف ولكنه نادراً ما يكون قوياً. وقد لا يحصل أي نزف في حال كان الغشاء مطاطياً أو غير موجود بسبب عدم حصول تمزّق. هذا التمزّق مؤلم قليلاً، إلاّ أنه يعتمد بشكل كبير على لطافة وتقدير وتفهم الشريك.
يتمزّق غشاء البكارة أيضاً في حالات خارجة عن إطار العلاقات الجنسية، أي من دون إقامة علاقات جنسية، وذلك في حالة الحوادث أو الصدمات الجسدية المباشرة والعنيفة. كذلك يتمزّق لدى بعض الفتيات بسبب قيامهن بنشاطات غير جنسية كالرياضة وغيرها...والعكس صحيح، فثمّة حالات يكون فيها الغشاء مرناً لدرجة أنه يبقى سليماً على حاله حتى بعد الإيلاج.
في بعض الحالات تكون عملية فض غشاء البكارة مستحيلة، ويعود ذلك لأسباب عديدة منها الإجهاد والتوتر وما يرافقها من إنقباضات لاإرادية في المنطقة التي تقع في الثلث الأول من المهبل أي التشنّجات المهبلية، كما قد يكون من المستحيل إقامة علاقة جنسية كاملة عندما يكون الغشاء مقاوماً أو مطاطياً.
كما وأن النزف لا يحصل أحياناً عند فض غشاء البكارة ويعود ذلك إلى غياب خلقي طبيعي للغشاء، أو لأنّ الغشاء مطاطي أو يضم ثقباً مركزياً كبيراً أو له شكل نصف دائري، مما يسمح بالإيلاج من دون تمزّقه.
هل لدى جميع الفتيات غشاء بكارة؟
إن تشخيص تمزّق غشاء البكارة لا يعدو كونه خداعاً وإحتيالاً، خصوصاً وأنه يصدر وفق حاجات وغايات معينة، إقتصادية كانت أو إجتماعية أو دينية أو ثقافية، للشخص الذي يطلبه. أعود لأُذكّر هنا، بأن هذا الغشاء قد لا يكون موجوداً أصلاً لأسباب محض خلقيّة فيزيولوجيّة طبيعيّة. ولتشخيص حدوث تمزّق فيه، لا بدّ من معرفة مسبقة بوجود الغشاء بحد ذاته وتحديد شكله المفترض، وإلّا لن يكون هناك من مرجع ما يمكن إجراء المقارنة معه. هذا عدا عن الحالات التي يكون فيها الغشاء سليماً رغم حصول إيلاج لقضيب أو إصبع أو أكثر في السابق.


إن فحص العذرية المفترض، وفي أحسن الحالات، هو جهل عميق لتكوين المرأة، وبغير ذلك، ليس سوى ضرب من الإحتيال والكذب والخداع، لأن الأسباب والإحتمالات كثيرة:
¶ الغياب الخلقي الفيزيولوجي الطبيعي لغشاء البكارة.
¶ إمكان حصول تمزّق لا إرادي للغشاء لأسباب خارجة عن نطاق العمل الجنسي.
¶ قد لا يحتوي الغشاء إلاّ على القليل من الأوعية الدموية وتكون فتحته واسعة بما فيه الكفاية، بحيث لا يحدث أي نزف عند فض بكارة فتاة عذراء.
¶ بعض النساء قد يُقمن علاقة جنسية كاملة مع إيلاج للقضيب من دون حصول أي تمزّق في الغشاء، وذلك في حالات الغياب الخلقي للغشاء وفي حالة الغشاء المطاطي.
¶ إن وجود غشاء البكارة لا يُشكل ضمانة على غياب أو عدم القيام بأي نشاط جنسي.
فمن المتعارف عليه أن غشاء البكارة هو مؤشر ضعيف على النشاط الجنسي الكامل(مع إيلاج) عند الفتيات. من هنا، فإن النزف خلال الليلة الأولى لا يصحّ إعتباره دليلاً على العذرية أو حتى العفّة. ومن جانب آخر، إذا لم تنزف الفتاة خلال العمل الجنسي في المرة الاولى لا يعني إطلاقاً أنها فقدت عذريتها من قبل. لذا، فإن تعزيز مفهوم النزيف في الليلة الأولى كدليل على العذرية لا يعدو كونه مجرد جهل وخرافات.


* إختصاصي في الصحة النفسيّة والصحة الجنسيّة
www.heavenhealthclinic.com


e.mail: [email protected]


 

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/25/2025 6:14:00 AM
حكم بالسجن المؤبّد من دون إمكانية الإفراج المشروط على الجزائرية ذهبية بنكيرد (27 عامًا)، بعد إدانتها باغتصاب وتعذيب وقتل الطفلة الفرنسية لولا دافيت
لبنان 10/25/2025 8:33:00 PM
وُلد حمدان في 19 كانون الثاني (يناير) عام 1944، في قرية عين عنوب، قضاء الشوف في لبنان.
لبنان 10/25/2025 10:39:00 AM
وحش بشري أقدم على اغتصاب فتاة قاصر في جبل البداوي